حققت شركة علي بابا للتجارة الإلكترونية أكثر من 25 مليار دولار خلال طرح أسهمها للاكتتاب العام في بورصة وول ستريت فيما اعتبر أكبر عملية طرح أولي للأسهم على الإطلاق. وشهد سهم الشركة الصينية الذي طُرح عند 68 دولار يوم الجمعة الفائت إقبالاً هائلاً ليتجاوز حاجز ال 99 دولار أمريكي ويجعل قيمة الشركة تصل إلى 230 مليار دولار وتصبح واحدة من كبرى الشركات المدرجة في بورصة نيويورك متفوقة على شركات بحجم إنتل، فيس بوك، آي بي أم، سامسونج، أمازون، وكوكا كولا. يقود هذه الإمبراطورية الملياردير الصيني جاك ما .. فمن هو؟ من أين جمع ثروته؟ وكيف وصل بشركته إلى هذه المرحلة؟ طالب فاشل ومدرّس لغة إنجليزية لم يكن "ما" طالباً جيداً على الإطلاق، سيء في الرياضيات وفشل مرتين بالحصول على قبول في الجامعة التي وصفها لاحقاً بأنّها أسوأ جامعة في البلاد، إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من تطوير لغته الإنجليزية عبر العمل في أحد الفنادق والاحتكاك مع السيّاح الأجانب ليستطيع في النهاية دخول الجامعة ويتخرج منها أستاذاً للغة الإنجليزية. عندما تخرّج من الجامعة عمل مدرساً للغة الإنجليزية براتب يتراوح بين 12 و 15 دولاراً، وكان حلمه أن يعمل في التجارة وأصبح له ما أراد. بدأ بنشر الإنترنت في الصين منذ 1995 خلال رحلة إلى سياتل وجد "ما" لدى أحد الأصدقاء ما كان يعرف باسم "الشبكة العالمية" بحث فيها عن كلمة beer (بيرة) ولم يجد أيّة نتائج مصدرها الصين. عندما عاد إلى الصين أنشأ تشاينا بيجز والتي أصبحت فيما بعد تعرف باسم علي بابا. افتح يا سمسم عندما كان جاك ما في أحد مقاهي سان فرانسيسكو سأل إحدى النادلات: "ماذا يخطر في ببالك عند سماعك اسم علي بابا؟" فأجابته: "افتح يا سمسم" هنا صرخ جاك: "هذا هو الاسم الذي ابحث عنه" بالكاد يجيد استخدام الكمبيوتر رغم أنّه أسس واحدة من كبرى الشركات التقنية في العالم إلّا أنّه "ما" ليس بارعاً على الإطلاق في أمور التكنولوجيا، فالشيء الوحيد الذي يجد استخدامه هو حاسوبه الشخصي لإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت. ووفقاً لمجلة بيزنس ويك فإن "ما" لا يقضي الكثير من الوقت في تصفح الإنترنت ويعتمد على مساعديه في الحصول على البرامج التلفزيونية الأمريكية، فهو يقضي جلّ وقته في لعب البوكر وتعلّم الطب الصيني التقليدي. أغنى شخص في الصين ليس سيئاً لمدرس لغة إنجليزية سابق أن تصل ثروته إلى 21.9 مليار دولار، حيث تم تصنيفه كأغنى شخص في الصين ويحتل المرتبة 34 بين أغنى أغنياء العالم وذلك وفقاً لمجلة بلومبيرغ. لم يعد المدير التنفيذي لإمبراطورية علي بابا تنحّى "ما" عن منصبه كمدير تنفيذي لمجموعة علي بابا في بداية عام 2013 للتركيز بشكل أكبر على قضايا البيئة والتعليم في الصين، فرغم أنه مايزال أحد أكبر مساهميها قرر الاهتمام بشكل خاص في مكافحة التلوّث المنتشر بشكل كبير في الصين. وفي حديثه لصحيفة فاينانشال تايمز قال: "خلال السنوات العشرين المقبلة سنواجه الكثير من المشاكل الصحية المتعلقة بسلامة الماء والهواء، لذا سأستمثر الكثير من وقتي وأموالي لمعالجة هذه القضايا في الصين". الكونغ فو وإدارة الأعمال ما لا يعرفه الكثر من الناس عن جاك ما أنّه ملمّ بالفنون القتالية، وشدّد خلال أحد مقابلاته الصحفية على أن الكونغ فو تؤثر بشكل جلي في استراتيجية إدارته للأعمال التجارية حيث وصف الكونغ فو بالمثالية والتي تساعد على التمسك بالطريق الصحيح. وأكدّ "ما" لصحيفة فاينانشال تايمز أنّه رغب يوماً ما بأن يكون رجلاً عسكرياً: " لقد تمنيت أن أولد في فترة الحرب كي أصبح جنرالاً، ولكن عندما شاهدت فظائع الحرب لم أعد أغرب بذلك إطلاقاً".