بوتين: لا توجد دولة في العالم قادرة على مواجهة الإرهاب لوحدها قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا توجد دولة في العالم قادرة على مواجهة الجريمة المنظمة والإرهاب لوحدها. وقال بوتين خلال استقباله رؤساء استخبارات بلدان رابطة الدول المستقلة في مقره في بلدة نوفو-أوغاريوفو بضواحي موسكو الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول: "لا يمكن لدولنا أن تتطور بدون عمل الاستخبارات بصورة فعالة". وأضاف أن جميع بلدان الرابطة تعول على زيادة فعالية عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارات وتنسيق عملياتها في أهم المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. بوتين: الشرق الأوسط أصبح قاعدة لتدريب الإرهابيين على زعزعة الاستقرار في مناطق أخرى وفي وقت سابق قال الرئيس الروسي إن الإرهابيين يستغلون الشرق الأوسط كقاعدة لتدريب مقاتلين جدد، قبيل إرسالهم إلى مناطق أخرى لزعزعة الاستقرار هناك. وجاء في رسالة وجهها الرئيس إلى المشاركين في اجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة أن "الأوضاع الجيوسياسية الآنية في العالم تملي علينا ضرورة البحث عن سبل فعالة جديدة للرد على التحديات والمخاطر المعاصرة". وتابع أن تكثيف الإرهابيين لأنشطتهم، واندماج التنظيمات المتطرفة مع الجريمة المنظمة العابرة للقارات بات اليوم ظاهرة خطيرة للغاية. وأعرب الرئيس الروسي في رسالته عن قلقه البالغ من الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يحاول الإرهابيون استغلال المنطقة كقاعدة لهم لتجنيد وتدريب مقاتلين جدد، يمكن استخدامهم لاحقا لزعزعة أمن دول أخرى. وفي هذا الخصوص شدد بوتين على ضرورة رفع مستوى التعاون بين الدول في هذا المجال واعتماد الأساليب الأكثر فعالية ووضع مقاربات موحدة لتحقيق الأهداف المحددة. موسكو: دعم دمشق عسكريا يهدف إلى منع عودة مسلحين إلى رابطة الدول المستقلة بدوره أعلن ألكسندر بورتنيكوف مدير هيئة الأمن الفدرالية أن موسكو استجابت لطلب دمشق الخاص بتقديم المساعدة العسكرية بهدف "منع عودة المسلحين إلى أوطانهم". وقال بورتنيكوف في كلمة ألقاها في اجتماع مجلس قادة أجهزة الأمن والاستخبارات للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة الذي افتتح في موسكو الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول، إن "مسلحين عائدين من النقاط الساخنة في الشرق الأوسط ومنطقة أفغانستان وباكستان يهددون أمن بلدان رابطة الدول المستقلة". وتابع أن انضمام جزء من المسلحين في أفغانستان إلى تنظيم "داعش" سيزيد خطر تدخلهم إلى آسيا الوسطى، مشيرا إلى تصعيد التوتر في المناطق الشمالية لأفغانستان حيث حشدت حركة طالبان عددا كبيرا من عناصرها هناك. وأكد مدير هيئة الأمن الفدرالية هيئة أن 40% من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي مرتزقة أجانب منحدرين من أكثر من 100 بلد، موضحا أن "حوالي 10 عصابات تتكون من مواطني روسيا وأوكرانيا وجورجيا ودول آسيا الوسطى. ومع ذلك يتسع باستمرار النطاق الجغرافي للدول المصدرة للمسلحين". وقال بورتنيكوف إنه "أنشئت في سوريا والعراق ودول الجوار شبكة كبيرة من المعسكرات لتدريب المسلحين المجندين حديثا"، مشيرا إلى أن زعماء عدد من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة الإقليمية العاملة في مختلف المناطق بين أوروبا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا بايعوا تنظيم "الدولة الاسلامية" الإرهابي. وأكد أن مشروع "داعش" نبع مما يسمى بالربيع العربي وازدادت قوته بفضل السياسة المزدوجة لبعض للقوى الإقليمية والعالمية التي حاولت باستخدام آلية الإرهاب تنفيذ مهماتها في آسيا وإفريقيا. وأضاف: "نتيجة ذلك وضعت هذه الدول العالم على حافة اندلاع نزاع ديني وحضاري عالمي يهدد بوقوع عواقب وخيمة". وقال بورتنيكوف إن "داعش" والقوى التي تدعمه تمكنت من تغيير الوضع السياسي والعلاقات بين الطوائف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال "تحريف القيم الإسلامية التقليدية وزعزعة ثقة الفئات الواسعة من المسلمين بمؤسسات الدولة" باستخدام "تكنولوجيات الدعاية الحديثة". وأشار المسؤول الأمني الروسي إلى أن هؤلاء المسلحين تدربوا على تنفيذ التفجيرات والقتال في ظروف المدينة ويقومون بإنشاء خلايا قتالية مستقلة قادرة على القيام بأعمال تخريب وهجمات إرهابية. ودعا بورتنيكوف إلى زيادة التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية حول هويات الإرهابيين وأعوانهم وخططهم وكذلك تعزيز حماية الحدود الخارجية للرابطة، خاصة في منطقة آسيا الوسطى، ومراقبة تحركات أنصار ايديولوجيا الإرهاب ووقف تدفق المسلحين من وإلى مناطق النزاعات. كما دعا إلى قطع تمويل الإرهاب واتخاذ التدابير اللازمة لتجنيد مسلحين جدد في دول الرابطة. وقال المسؤول الروسي إن "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية تمكنت من نشر ايديولوجيا التطرف وجذب العديد من الشباب تحت رايتها، داعيا إلى تعزيز التعاون من أجل مكافحة دعاية ايديولوجيا الإرهاب والتطرف باستخدام جهود علماء دين وشخصيات اجتماعية وخبراء بارزين. المصدر: وكالات / روسيا اليوم