أمرت النيابة العامة بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، أول أمس الأربعاء، بإيداع الأم المتهمة بقتل أبنائها الثلاثة، أوائل شهر يوليوز الجاري، مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية، من أجل تمكينها من العلاجات الضرورية. ويأتي هذا القرار غداة شروع قاضي التحقيق في إجراءات التحقيق التفصيلي في هذه القضية، ليتبين في ضوء تقرير الخبرة الطبية التي خضعت لها المتهمة «استحالة مواصلة التحقيق معها، بسبب حالة الارتباك والهذيان التي توجد عليها». وكانت الخبرة الطبية التي أنجزها أطباء اختصاصيون ومحلفون قد أشارت إلى أن الأم القاتلة تعاني «حالة نفسية قاهرة، تتمثل في إصابتها بهذيان ومرض ذهاني مزمن مصحوب بحالة اكتئاب شديد»، في حين أكد بلاغ صادر عن مدير مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية، الذي سبق للمتهمة أن تلقت به العلاجات خلال فترتين متباينتين من السنة الماضية، أنها تعاني «اضطرابات هذيانية مزمنة، ظلت تتطور عندها منذ أكثر من ست سنوات، وتظهر هذه الاضطرابات على شكل حالة معاشة ذات طابع اضطهادي وأفكار هذيانية»، كما أكد البلاغ ذاته أنه في ضوء هذا الوضع، «من الصعب جداً معرفة الحالة النفسية للمريضة، وأسباب ودوافع تلك الجريمة أثناء قيامها بها».