{ هل يمكنكم أن توضحوا لنا معنى «الشيزوفرينيا» بشيء من الإيجاز والوضوح؟ مع خالص الشكر. ( ح. ب. / أكادير ) الشيزوفرينيا - أو الفُصام - مرض ذُهاني مزمن، تبدأ أعراضه الأولى في سن الشباب. وتتمثل هذه الأعراض في الأفكار الهذيانية غير المتناسقة، وفي الهلوسة والتنافُر بين مختلف مكونات الشخصية، مع غرابة شديدة في السلوك، إضافة إلى استغلاق العالم الداخلي للمريض. ويصيب هذا المرض واحدا في المائة، تقريبا، من الأشخاص الذين هم في سن الشباب . وتتكون كلمة «الشيزوفرينيا» من لفظتين يونانيتين، هما «شيزو» (التي تعني الانفصام) و«فرينيا» (التي تعني الشخصية). والمقصود بهذه التسمية هو انعدام الوحدة والتناسق على مستوى الحياة النفسية . ففيما يتعلق بالفكر، مثلا، يعاني المريض من اضطراب واضح في تسلسُل وتَرابُط الأفكار. فهو يقفز من فكرة لأخرى دون أي رابط منطقي. وقد يُغَير موضوعَ الحديث بكيفية مفاجئة، دون أن يفطن هو نفسه للأمر. وأحيانا يَستعمل هذا المريضُ بعضَ الكلمات في سياق غَيْر سياقها الطبيعي ويضفي عليها معنى خاصا به هو. كما أنه قد يبتكر كلمات جديدة غير معروفة. وعلى الصعيد الوجداني يؤسسُ المريضُ عالمَه الداخلي المغلَق، المستعصي على كل تَواصُل مع الآخرين. ويكتسي هذا العالمُ الداخلي ، بالنسبة للمريض، واقعية ً أكثرَ من الواقع نفسه! وبتميز سلوك الشيزوفريني بقدر كبير من الغرابة. وهو يقوم بمجموعة من « التصرفات « غير المفهومة والقائمة على الازدواجية ، تُجاه أفراد عائلته على الخصوص. وعلى سبيل المثال ، فقد نراه يُبْدي تعلقا شديدا بوالدته ويعبر عن نفوره الشديد منها في الوقت نفسه. ويعاني هذا المريض كذلك من الهلوسة السمعية والبصرية. وهو كثيرا ما يظن أنه خاضع لتأثيرات خارجية وأن هناك أشخاصا يَفرضون عليه بعضَ الأفكار التي تُصبح أفكارَه رغماً عنه . كما تظهر لديه قناعات هذيانية مختلفة. وتبقى الخاصية الأساسية لهذا الهذيان هي انعدام التناسق وانعدام المنطق، إضافة إلى الغرابة الشديدة وتَشابُك واختلاط المواضيع . وفيما يتصل بالعلاج، فإن الأدوية المضادة للذهان تؤدي إلى تحسن ملموس لحالة المريض. لكن الأدوية وحدها لا تكفي بطبيعة الحال. إذ لا بد من الاهتمام الشديد بالشق النفسي من العلاج إضافة إلى التدابير الرامية إلى إعادة إدماج هذا المريض في محيطه العائلي والاجتماعي.