توقع الدكتور هشام العيساوي، عدل محلف وخريج دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا بالرباط، أن تكون غرة شهر رمضان الكريم بالمغرب يوم الخميس 18 يونيو الجاري، مبرزا أن "رؤية الهلال بالعين المجردة ستكون واضحة في الأقاليم الجنوبية". ويشرح العيساوي، في مقال نشرته هسبريس، بأن الاقتران الفلكي، وهو بداية ولادة الهلال، سيحدث غدا الثلاثاء في الثانية وخمس دقائق زوالا بالتوقيت العالمي"، مضيفا أنه "عند غروب شمس الأربعاء يوم التحري يكون عمر الهلال، وهو الفرق الزمني بين وقت تولد الهلال ووقت الرصد لحظة غروب الشمس، 29 ساعة ونصف، وهو زمن كاف لرؤيته بالعين المجردة. واعتبر العدل المحلف أن المغرب يعد من أفضل الدول الإسلامية على الإطلاق في مسألة تحري ومراقبة الأهلة، وهو دائما يسهر على مراقبة هلال شهر رمضان، وبقية الشهور الهجرية، من خلال لجان تضم قضاة، وعدولا، ونظارا للأوقاف يقومون بتحري ظهور الهلال من 270 موقعا في أرجاء المملكة، بينها مناطق في الصحراء يتكلف الجيش بمهمة تحري الهلال فيها. وبخصوص باقي البلدان الإسلامية، أورد الباحث بأن "رؤية الهلال في المملكة العربية السعودية، وبقية دول الخليج العربي، ومصر، والأردن، وفلسطين، يوم غد الثلاثاء 29 شعبان غير ممكنة، ولا داعي لتحري الهلال بعد الغروب، لأن القمر غير موجود في السماء وقتئذ". وخلص العيساوي إلى أن "رؤية الهلال مستحيلة في هذه البلدان الإسلامية، يوم غد الثلاثاء، استحالة قاطعة"، مشيرا إلى أنه بناء على ذلك من المفترض أن يكون يوم الأربعاء هو المكمل لشهر شعبان، ويكون يوم الخميس غرة شهر رمضان المبارك في معظم الدول الإسلامية". واسترسل المتحدث بأن "علماء الفلك نصوا على أن الهلال تستحيل رؤيته بالعين المجردة إذا كان عمره أقل من 15 ساعة، فين حين ذهب بعضهم إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ فقط عندما يكون عمر الهلال 22 ساعة تزيد أو تنقص ساعتين، وذلك تبعاً لظروف الرؤية. وأوضح بأنه لرؤية الهلال يوم التاسع والعشرين من كل شهر هجري، لابد من توافر شرطين أساسيين تستحيل الرؤية بغياب أحدهما: الأول بأن يكون القمر قد وصل إلى مرحلة المحاق، أي تولد الهلال قبل غروب الشمس، لأننا نبحث عن الهلال، فإذا لم يكن القمر قد وصل إلى مرحلة المحاق، فلا جدوى من تحري الهلال. والثاني، وفق العيساوي، أن يغرب القمر بعد غروب الشمس، لأننا سنبحث عن الهلال عندما يخف وهج السماء بعد غروب الشمس، فإذا كان القمر سيغيب أصلاً قبل غروب الشمس، وهو ما سيقع غدا الثلاثاء بالنسبة للسعودية وغيرها، فهذا يعني أنه لا يوجد هلال في السماء نبحث عنه بعد الغروب. وأشار المصدر إلى أن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث أصدر سابقا بيانا، أعلن فيه أن أول شهر رمضان المبارك هو يوم الخميس في أغلب دول إفريقيا، ومنها المغرب طبعا، وجزء كبير من آسيا، ومنها دول الخليج كافة، وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية. وزاد بأن "الحسابات الفلكية الدقيقة تشير بوضوح إلى أن هلال شهر رمضان سيولد في الساعة 14:05 حسب التوقيت العالمي الموحد من يوم غد الثلاثاء، وبناء عليه فإن رؤية الهلال مستحيلة مغرب يوم الثلاثاء بالعين المجردة، أو الأجهزة الحديثة، وستكون ممكنة بوضوح مغرب يوم الأربعاء"