كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، وثائق جديدة تتضمن الخطط الاستراتيجية والهيكل التنظيمي لتنظيم "داعش" الإرهابي، تكشف للمرة الأولى عن كيفية نشأة التنظيم وتمكنه من الاستيلاء على أجزاء من سوريا. وكشفت المجلة عن وثائق مكتوبة بخط اليد، تعود إلى قائد سابق في مخابرات الجيش العراقي في عهد صدام حسين وهو سمير عبد محمد الخليفاوي، الذي انضم عام 2004 إلى "داعش"، وساهم في وضع إبراهيم عواد الذي لقب نفسه فيما بعد ب"أبو بكر البغدادي" على رأس تنظيم "داعش". وأوضحت المجلة أن الوثائق التي حصلت عليها تظهر "أساليب دولة مخابراتية شديدة التعقيد تعتمد بنطاق واسع على عمليات التجسس والمراقبة والقتل" ، مشيرة إلى أن "الخطط تضمنت أساليب التخفي من خلال العمل تحت مظلة مكتب ما، يتم من خلاله إرسال جواسيس متنكرين بهيئة دعاة إسلاميين إلى البلدات والقرى الشمالية السورية، من أجل جمع معلومات عن تلك المناطق". وأضافت المجلة وفقا للوثائق أن "على هؤلاء الجواسيس أولا معرفة ميزان القوى ونقاط الضعف في الأماكن المعنية، ثم تأتي بعد ذلك عمليات اغتيال للقيادات من خلال وحدات متخصصة بالقتل والاختطاف من أجل القضاء على المعارضة المحتملة مبكرا، وفي الخطوة التالية تأتي عملية الهجمات العسكرية بالمحاربين والسلاح مدعومة من قبل "خلايا نائمة". الأبحاث التي أجرتها مجلة "دير شبيغل" الألمانية في مناطق سورية عديدة، والوثائق التي عثر عليها بداية العام 2014 في مقر "داعش" في حلب بعد انسحابه منه، بالإضافة إلى مئات الصفحات التي تحتوي تفاصيل التجسس والمراقبة للمناطق التي سيطرت عليها، تثبت أن هذه الخطط نفذت حرفيا من قبل التنظيم في عملياته الإجرامية. وفي ما يتعلق بالضابط العراقي السابق المعروف باسم "الحاج بكر"، قالت المجلة إنه كان "شخصية استراتيجية هامة" في تنظيم "داعش"، فقد كان عضوا سابقا في المجلس العسكري للتنظيم، قبل أن يقتل على يد مسلحين سوريين في تل رفعت بشمال سوريا في يناير 2014. كما أفادت المجلة أيضا أن الخليفاوي أصبح عاطلا عن العمل بعد قرار حل الجيش العراقي من قبل بول بريمر الحاكم الإداري للعراق عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين في الغزو الأميركي. وقد التقى الخليفاوي بالقائد السابق في تنظيم "القاعدة" أبي مصعب الزرقاوي، ثم سجن لمدة عامين بين 2006 و2008 في السجون الأمريكية كسجن أبو غريب مثلا. بعد ذلك تقاطعت طريق الخليفاوي مع طريق الإرهابيين، ففي العام 2010 خطط مع مجموعة من الضباط العراقيين السابقين لتعيين "أبو بكر البغدادي" على رأس "داعش" من أجل إعطاء بُعد ديني للتنظيم.