العمليات الحسابية الخاصة بتحديد القيمة الاجمالية للثروات المغربية، بما فيها الثروات غير المادية، انتهت والأرقام جاهزة وتوجد في حوزة خبراء بنك المغرب الذين يشاركون إلى جانب المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في إعداد التقرير الذي أمر به الملك حول هذا الموضوع. الخبر أعلنه الخبير ببنك المغرب، محمد تاعمورتي، في كواليس ندوة كبرى احتضنتها المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط مساء أول أمس، قبل أن يعود إلى الموضوع بعد جلوسه إلى جانب ضيوف الندوة في المنصة الرسمية ويؤكد هذه المعطيات. المسؤول بالبنك المركزي للمغرب، قال خلال مشاركته إلى جانب خبير من البنك الدولي وعدد من الخبراء المغاربة في ندوة حول الثروة غير المادية للمغرب، إن العمليات الحسابية أصبحت جاهزة وإن بنك المغرب توصل الى المعادلات اللازمة لاحتساب القيمة الاجمالية للثروات المغربية، غير أنه امتنع عن الادلاء بأي من هذه المعطيات، موضحا أن الملك هو اول من سيطّلع عليها عبر التقرير الذي سيرفع إليه من طرف كل من بنك المغرب والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. ورغم تأكيده أن الخبراء المغاربة اتّبعوا نفس المنهجية التي وضعها البنك الدولي في تقاريره الاخيرة حول القيمة الاجمالية لثروات الدول، عاد ليعطي مؤشرا سيجعل الأرقام التي سيعلنها المغرب تفوق نظيرتها التي اعتمدها البنك الدولي، وقال من خلالها إن الثروة غير المادية للمغرب تمثل حوالي 70 بالمائة من الثروة الاجمالية للمغرب. ويتمثل هذا المعطى في كون المغرب يتوفر على حوالي 3500 كيلومتر من السواحل، وهو ما لم يأخذه البنك الدولي بعين الاعتبار في حساباته، بينما تشكل، حسب تاعمورتي، جزءا مهما من الثروة غير المادية للمغرب. تاعموتي قال أمام جمهور مكوّن أساسا من الطلبة المهندسين وطلبة الاقتصاد والاحصاء، إن هناك نوع من سوء الفهم سائد حول الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش الأخير، لأن المقصود فيه حسب رأيه، لم يكن هو الثروة غير المادية، بل مقاربة أخرى في تحديد قيمة البلدان، وهي الرأسمال عوض الناتج الداخلي الهام. وأوضح أن الناتج الداخلي الخام هو مجرد احتسام لإجمالي قيمة ما تم إنتاجه في سنة معيّنة، بينما الرأسمال هو شيء آخر، ثابت، ومعرفة كيفية تطوّره أهم من معرفة الناتج الداخلي الخام. خبير بنك المغرب حاول تبسيط الأمر وضرب المثال بدكان للبقالة، يقوم صاحبه في نهاية العام باحتساب مجموع قيمة البضاعة التي توجد فيه، فإذا وجد انها نفس قيمة السنة الماضية أو أكثر منها فهذا إيجابي، أما إذا كانت أقل فهذا معناه أنه استهلك جزءا من رأس المال، وهذا خطير. “فالمعروف هو الناتح الداخلي الخام يواجه انتقادات كثيرة، فالقيام مثلا بحادث سير يساهم في نمو الناتج الداخلي الخام من الناحية الاقتصادية، فهل الحادث أمر ايجابي في حقيقة الأمر؟ وبالتالي هل ارتفاع هذا الناتح هو بالضرورة امر ايجابي؟”.