بدأ كل شيء عندما اعتقدت امرأة في بريطانيا عمرها 22 سنة أنها أصبحت عمياء بعين واحدة لكن حالتها كانت غريبة. فخلال النهار، تعمل عيناها جيداً، لكن في الليل، لا تستطيع أن ترى شيئاً، واحتار الأطباء في حالتها الغريبة، ثم ظهرت نفس الأعراض المخيفة عند امرأة عمرها 44 سنة ولم يستطع الأطباء أن يفهموا ما يجري. وهذا الأمر كان يحدث عدة مرات في الأسبوع في البداية. ثم كل مساء، كانتا تفقدان النظر في عين واحدة، ثم في الأخرى أيضاً فيما بعد، وأوقعت هاتان الحالتان الأطباء في حيرة شديدة فبدأوا بالعمل محاولين أن يفهموا ما الذي يحدث، فكل شيء كان يبدو طبيعياً. لم يكن هناك شيء في الصور، وكانت اختبارات النظر جيدة جداً، كل الفحوصات كانت طبيعية جداً عند المرأتين. وبعد إجراء الفحوصات اللازمة دون جدوةى، وصف الأطباء مضادات لتخثر الدم لإحدى المرأتين، لأن فقدان النظر في عين واحدة قد يكون دليلاً على وجود جلطة دماغية، كما قد يكون أيضاً دليلاً على وجود ضغط على عصب بصري. لكن لم تكن كلتا المرأتين تشكو من إحدى هاتين العلتين، وبعد التدقيق أكثر في حالتيهما، فهم الأطباء أخيراً ما كان السبب في عماهما. ويقول الدكتور عمر ماهرو، طبيب العين في مستشفى Moorfield للعيون في لندن: "كانتا تنظران إلى هاتفيهما وهما ممددتان في السرير على جنبيهما وإحدى العينين مغطاة". وأطلق الأطباء على هذا المرض الجديد اسم "العمى المؤقت بسبب الهاتف الذكي"، وكانت المريضة الأولى تنام على الجنب الأيسر وتنظر إلى هاتفها بشكل رئيسي بعينها اليمنى لأن عينها اليسرى تكون مغطاة بالوسادة. وهذا العمى المؤقت ناتج في الحقيقة عن خلل في تزامن الرؤية سببه الفرق في امتصاص الضوء بين عين وأخرى. فبينما كانت العين المفتوحة على الهاتف تتكيف مع بعض الإضاءة، كانت العين الأخرى، المغلقة بسبب الوسادة، تبقى في الظلام الدامس. بالنتيجة، عندما تفتح العينان معاً في الظلام، العين المتكيفة مع ضوء الهاتف تبدو كأنها "عمياء" بالنسبة إلى العين الأخرى، كان هذا يستغرق بضع دقائق قبل عودة التوازن إلى النظر.