تناقلت في المدة الأخيرة، و لا زالت مجموعة من القنوات الإعلامية العالمية، وعلى رأسها قناة الجزيرة، الحالة المأساوية التي صارت تعيشها المجاهدة الجزائرية الأسطورة "جميلة بوحيدر" مع المرض وعدم قدرتها على العلاج بسبب حالة الفقر المدقع الذي تعيش فيه، كما هو الحال طبعا مع من قدموا الدماء و العرق الطاهرين من أجل تحرير الجزائر. جزائر العزة و الكرامة التي حلم بها المجاهدون و الشهداء، فتحولت إلى جزائر المذلة و الغبن. ماذا وقع لك أيتها الجزائر الحبيبة ؟ و ماذا صنع بك الخونة الذين تسلموا السلطة من فرنسا مقابل تصفية الشهداء و من تبقى منهم من المجاهدين و عائلاتهم ؟ أيصل الحال بالبررة من أبناءك و بناتك الذين قدموا الأرواح و الدماء من أجل أن يكون للجزائر شمس و أفق, أن يمدوا أيديهم للناس من أجل سد رمق الجوع أو العلاج ؟ هل صيرك المنافقون من أبناءك جاحدة لمثل هذه الدرجة، فتدوسين برجليك على كرامة من ضحوا بكرامتهم من أجل كرامتك ؟ لقد صرنا نشك في كل شيء فيك يا جزائري الحبيبة، من أرقام شهدائك إلى أرقام الملايير في خزاناتك. كيف تعجزين يا حبيبتي عن دفع بضعة ملايين من السنتيمات من أجل علاج من صار اسمها مدويا في الآفاق، فيكون مفخرة للجزائر، الأسطورة الجميلة "جميلة بوحيدر" ، في الوقت الذي دفعتي الملايين من الدولارات من أجل قرصنة كرسي الرآسة و جعله حقرا على آل بوتفليقة ؟ هل كان بوتفليقة و نظامه أكثر شرفا و أكبر عزة من عزة و كرامة الأسطورة الجميلة ؟ كيف تعجزين يا حبيبتي عن رد الجميل لرموز ثورتنا عن طريق بضع ملايين من السنتيمات، فتصرفين الملايين من الدولارات على حفلات الرقص و المسخ و المجون ؟ كيف تجحدين و تمنعين العزة و الكرامة عن أبناءك البررة و هو من باب الخير و الإحسان، و تصرفين الملايير من الدولارات باطلا من أجل الفتنة و زرع الشقاق بين الشعوب؟ يا ويحك يا جزائري الحبيبة ! أتدفعين من أموال الضعفاء، بكل سخاء، أزيد من 300 مليار دولار على عصابة البوليساريو من أجل الاستمرار في العيش على وهم ساور المنافقين و الضالين من أبنائك و بعض الخونة المضلين من المغاربة، و تعجزين على كفاف دمعة الأسطورة الجميلة " جميلة بوحيدر" و هي تستجدي المحسنين ليدفعوا لها ثمن الأمل في العيش للحظات أخرى تحت جناحيك ؟ إنها وصمة عار تنضاف لجبين كل جزائري حر و شريف، وتفضح أبناء فرنسا قاتلي الشهداء و المجاهدين، الذين استباحوا أموال الجزائر كما استباحوا الأعراض و الكرامة و العزة. لقد جاء رد النظام سريعا، و كما هو الحال دائما، على الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية حول القضية: " جميلة بوحيدر خائنة و تخدم أجندات أيادي أجنبية تريد الشر للجزائر".