قصص الشيخ النصاب التائب في حلقات مهم جدا ! الى القراء الكرام ان يحذروا و يحتاطوا من عروض بعض الافارقة السود سواء مباشرة او عبر الانتريت حيث انه بناء على تحقيقاتنا و تحرياتنا تبين لنا ان هناك عدد هائل و مخيف من ضحايا النصب و الاحتيال طمعا في الثروة الخيالية و اغلبهم اهدوا ما لديهم للمحتالين و اصيبوا بالإفلاس و هم يعانون في صمت دون ان يخبروا الشرطة خوفا من الفضيحة او من تهمة المشاركة ولو انهم ضحايا. فصل 540 من القانون الجنائي حول النصب و الاحتيال يعد مرتكبا لجريمة النصب و يعاقب بالحبس من سنة الى خمس سنوات و غرامة مالية من خمسمائة الى خمس ألاف درهم من استعمل الاحتيال ليوقع شخصا في الغلط بتأكيدات خادعة او اخفاء وقائع صحيحة او استعمال ماكر لخطأ وقع فيه غيره، و يدفعه بذلك الى اعمال تمس مصالحه او مصالح الغير المالية بقصد الحصول على منفعة مالية له او لشخص آخر. و ترفع عقوبة الحبس الى الضعف و الحد الاقصى للغرامة الى مائة الف درهم اذا كان مرتكب الجريمة احد الاشخاص الذين استعانوا بالجمهور في اصدار اسهم او سندات او اذونات او حصص او اي اوراق مالية اخرى متعلقة بشركة او مؤسسة تجارية او صناعية. الخطوط العريضة في حلقات - عملية "الوشواش" اي ما يعرف بغسيل الاوراق النقدية من العملة الصعبة و الملطخة بمادة سوداء. عدد من الضحايا في ربوع المغرب لا يستهان. "حذاري ان الطمع طاعون". - ابناء و احفاد رؤساء دول و وزراء و جنرالات وهميين من دول جنوب الصحراء يبحثون عن مساعدين دوي الجاه من اجل الاستثمار بالمغرب وبحوزتهم حقائب الثراء و صناديق مملوءة بالأوراق السوداء محملة عن طريق الهيأة الدبلوماسية لا ينقصها الا مادة كيميائية للغسل و تصبح سليمة و قابلة للتداول . "آه من طمع الطامعين و كيد الكائدين المحتالين". - التنزيل لأوراق نقدية سليمة و ملئ عدة صناديق خشبية بالملايين من العملة الصعبة بتسخير الجن بعد تناوله جرعات من الزئبق الاحمر من يد الانس او تبخرة الامكنة باللوبان الحر ثمن الغرام يساوي ملايين الدولارات. "الطمع يعمي البصيرة و الدجل من فنون الوهم". - خبراء افارقة سود بالخصوص من دول نيجيريا – الكامرون – مالي – البنين – ساحل العاج و غينيا كونكري متخصصون في النصب و الاحتيال و تهريب المخدرات الصلبة و تنظيم فيالق للهجرة السرية. - الكنوز تحت الارض و المشعوذون و الدجالون مع آلات الكشف الباطني و البخور- النيازك المتساقطة من الفضاء و عظام الحيوانات المنقرضة كالديناصور - القنينات الزجاجية لبعض زيوت المائدة - الياقوت المضيء و الاحجار الكريمة المزورة بأثمان خيالية. - النصب و الاحتيال وسط بعض الموثقين و بعض العقاريين و الصفقات المشبوهة. - البطائق الوطنية المزورة و فتح حسابات بنكية وهمية و توزيع الشيكات بالمراكز التجارية الكبرى و وكالات كراء السيارات. - الشبكة العنكبوتية و شبكة المحتالين عن السد جاء و الطامعين في جني ثروات دون عناء - قصص من الزواج الافتراضي الى التوقيع على بيع اعضاء البشرية دون علم مقابل وعد بالزواج والاستفادة من مبالغ مالية مهمة. الحلقة الاولى (من صميم الواقع) ظروف اللقاء بالشيخ النصاب التائب لم اكن اتوقع ان ما اقر لي به صديق لي سيكون من صميم الواقع حيث سبق له محاولة وضع رجله الاولى في فخ نصاب محترف قدمه له سائح فرنسي بعدما اقتنى عنده بعض الهدايا من قطع الصناعة التقليدية المغربية حيث كان من المشاركين بالمعرض الدولي لسنة 1999 بالعاصمة البلجيكية بروكسيل و قد اكترى رواقين و عرض بهما كل ما يتعلق بالصناعة التقليدية من اواني فخار و نحاس و خشب العرعار و زرابي. و نظرا لكون معروضاته تجلب انظار الزائرين و في اغلب الاوقات تغص اروقته بعدد هائل من الزبناء الامر الذي دفع بالفرنسي المسمى جون فرنسوا ان يقدم له بطاقته للزائر و عزمه للغذاء معا من اجل مناقشة صفقة تخص ارادته لاقتناء عدد كبير من مواد الصناعة التقليدية المغربية التي ابهرته حسب قوله. بالفعل قبل الدعوة و بعد انتهائه من ترتيبات عرج توا الى المطعم مكان الموعد غير بعيد عن فضاء المعرض الدولي. وجد السيد فرنسوا برفقة رجل اسود البشرة طويل القامة انيق المظهر و الملبس و قدمه له كمواطن اميركي اسمه عبدول قادم من الولاياتالمتحدة سبق له ان تعامل معه في عدة صفقات تجارية التي كانت مربحة و مفيدة جدا. صافح الاميركي المزعوم ببعض ابجديات الانجليزية و قدم له نفسه كمواطن مغربي يمتهن التجارة على الصعيد الدولي و يشارك عادة في المعارض الدولية لترويج منتجات الصناعة التقليدية المغربية، اسعدته تصريحاته و طلب منه الجلوس معا لتناول الطعام و تابع الفرنسي كلامه و هو يحاول اقناعه بمهارة الاميركي المزعوم مضيفا له انه مسلم يحرص عل صلواته و الصيام و يساعد الفقراء في انحاء العالم كما سبق له ان فاز بمبلغ مالي مهم جدا رفقته بأحد الدول الافريقية. انهوا الاكل وانتقلوا الى مائدة اخرى لتناول القهوة، هنا بدء الفرنسي باستدراجه حسب تصريحاته و تأويله و اوصاه ان ألا يضيع فرصة العمر و هي التعامل مع الاميركي دون مقدمات و بدون اي تخوف. حينها طلب منه ما هو الميدان الذي يمكن ان يتعاملا معا و بأي تكلفة ؟ و ببساطة اجابه ان العملية سهلة جدا و ان السيد عبدول يملك مبلغا ماليا مهما من الدولارات لكن الاوراق النقدية بمثابة سلبية اي "نكاتيف" NEGATIF كأفلام لأوراق سليمة لا تتطلب عناء و لا خطر و لا تزوير اللهم ايجاد مبلغ مالي من اوراق فئة 100 دولار و ذلك للقيام باستنساخ كل ورقتين من الافلام مقابل ورقة اصلية. لم يفهم مهما تركيزه جيدا عل الانصات و فضوله الزائد كذلك، سأله بإلحاح، هل لا يوجد اي تزوير في العملية لانه لا يمكن ان يدخل في تلك المتاهات ولا يمكن له مخالفة القانون و لو خارج الوطن، وكيف له ان يتيقن من سلامة الاوراق و من اين حصل المسمى عبدول على هذه الكليشاهات ؟ حيث لم يسبق له السماع بهذا الموضوع قط. بالطبع كان الفرنسي ينتظر منه نفس الاسئلة و لطمأنته اقر له اني سوف يرى بأم عينيه كيف تتم عملية الاستنساخ و سلامة الاوراق دون اي شبهة او تزوير. ازداد بداخله حب الاستطلاع و حرك الوسواس الخناس بداخله الامل في الربح السريع و قال له لنرى كيف ستؤول الامور. عندها ذهبوا جميعا الى فندق كونتنوطال الواقع بقرب محطة القطار و الذي استأجر الزنجي غرفة به ، صعدوا عبر المصعد الى الطابق الخامس و ولجوا الغرفة و عند جلوسهم اخرج المسمى عبدول رزمة ملفوفة باللصاق البلاستيكي اي سكوتش و بعد ازالة اللصاق تبين له انها اوراق سوداء في حجم اوراق نقدية لفئة 100 دولار حينها طلب منه ان يسلمه ورقة من نفس الفئة اي 100 دولار و ان يسجل رقم تسلسل الورقة النقدية و يحتفظ به لغاية التأكد. دون تردد اخرج من محفظته ما طلب منه و قام بتسجيل الرقم التسلسلي و سلمها له، فوضع الورقة وسط الورقتين السلبيتين ثم وضعهم في ظرف اصفر و سكب عليهم مادة كيماوية و انتظر لبضع دقائق و فرغ الاوراق الثلاثة في صحن زجاجي و سكب الماء العادي و بدء في الفرك بحذر ثم اخرج له ثلاثة اوراق نقدية لفئة 100 دولار و طلب منه ان يأخذ ورقته التي سلمه بناء على الرقم التسلسلي و ان يبدي رأيه في الارقام الاخرى للورقتين المستنسختين هل هناك من تشابه في الارقام التسلسلية ام العكس لكن العكس صحيح حيث تأكد من اختلاف الارقام للأوراق الثلاثة و استغرب في الامر مهما حرصه بكل ما اوتي من ذكاء و قوة التركيز احترازيا من تقنيات او خفة الايدي اثناء الغسل لكن لاشيء مما توقع. هنا انتفض الفرنسي نشوة و فرحة لنجاح العيمة الاولى للعملية و لكون صديقنا لم يبدي اي معارضة للعملية و تيقن انه متحفز و كله حماس للمشاركة في العملية نظرا لقناعته بكل الشروحات و طريقة الاستنساخ كما سموها. وللجواب قبل السؤال طلبا منه ان يحتفظ بالأوراق الثلاثة و الذهاب معا الى اقرب وكالة للصرف حتى يقوموا بصرفها الى عملة اخرى مما سوف يؤكد له سلامتها اخيرا. بالفعل التحقوا بوكالة بنكية مغربية بالقرب و طلب من الموظف التدقيق في سلامة الاوراق النقدية الثلاثة و صرفها له بالعملة البلجيكية. تفحصها المستخدم البنكي بآلة الكشف ما فوق البنفسجية و تأكد من سلامتها و قام بصرفها. انصرفوا توا الى المقهى لمناقشة الامر المطلوب منه بعد قناعته مائة في المائة من نجاح العملية. حينها أقر له الفرنسي بان المسمى عبدول في ملكه مقدار 2 مليون دولار من الكلشيهات اذا يلزمه ان يحضر لهما مبلغ مليون دولار أصلي و سوف يجني مليون آخر كنصيبه في العملية و هما الاثنين سوف يقتسما المليون دولار المتبقى. اندهش للمبلغ المطلوب منه و اخبرهما ان المبلغ الطلوب ليس في حوزته و لا في وسعه جمعه ولو بواسطة القرض من الغير. تدخل الفرنسي كأنه بجانبه وقال للزنجي ان حل الوسط هو ان يعد لهم مبلغ مائة الف دولار و في كل عملية استنساخ تضرب العملية في ثلاثة اي سوف يحصلوا على مبلغ 300 الف دولار و يتم صرف المبلغ و اعادة صرفه للحصول على 300 الف ورقة اصلية حينها يقوموا باستنساخ المبلغ بأكمله و ضربه في ثلاثة الى ان يتم غسل جميع الكليشيهات التي بحوزة الاميريكي. وافق على الفكرة و واعدهم انه سوف يحصل على المبلغ المتفق عليه بالمغرب، و لربح الوقت سوف يبعث لهم مصاريف ايجار شقة مفروشة لإجراء العملية في امان. انصرف حال سبيله و كله امال و شرود حيث كل تركيزه في نجاح الصفقة التي لم تراوده اية شكوك بالفوز بها. انتهت المدة الزمنية للمعرض و جمع اغراضه و ما تبقى له من البضاعة التي أودع بمخزن مؤجر و حجز تذكرة السفر للعودة الى وطنه و كله نشوة و سعادة باللقاء بالفرنسي و صديقه الاميريكي، و في نفس الوقت يرتابه احساس الفشل. مند وصوله المغرب لم يرى الراحة قط حيث قام باتصال جميع معارفه من أصدقاء و ممولين و زبناء و استطاع جمع مبلغ المائة الف دولار التي التزم بإعدادها وعان الكثير في صرفها من العملة الوطنية الى فئة 100 دولار. اودع مبلغ 50 الف درهم بحساب بنكي بالمغرب لتاجر مغربي مقيم ببروكسيل و الذي سلمه بدوره الى الفرنسي جون فرنسوا ببروكسيل حيث لا يمكن له ارسال المبلغ عن طريق البريد او بنظام الوسترن لان القانون المغربي يمنع ارسال العملة الصعبة خارج الوطن نظرا لحاجتنا الاساسية لها. توصلا خبراء الاستنساخ بالمبلغ من صاحب المتجر و اكتريا الشقة كما اتفقوا و اتصلا به للشكر على الوفاء و الالتزام و تبين لهما أنه دخل القفص بمحض ارادته و بكامل قواه العقلية ان لم يكن تحت اكراه الطمع الطاعون. بعد اسبوعين اقتنى حقيبة دبلوماسية يمكن له اخفاء المبلغ بالعملة الصعبة من اجل تمويه رجال الجمارك بالمطار حتى لا ينكشف امره و يحجز المبلغ ناهيك عن المتابعة القضائية و عواقبها. انها مغامرة تمر او تكسر "ça passe ou ça casse" . اختلط الامل و الفشل و التحدي و الخوف بداخله، لكن رنات الوسواس من اجل الفوز و الربح السريع اداب كل الحسابات المتوقعة. حجز تذكرة السفر للديار البلجيكية و اشعر الخبراء بتاريخ دخوله لكي يتلقوه بمطار شارل لوروى. وفي ليلة صباح السفر لم ترى جفونه النوم بتاتا. اصيب بالشرود الكلي و الحساب و المحاسبة و تفنن في عملية الضرب بالأرقام متخيلا نفسه من اثرياء البلد نظرا لانه بحكم تجربته و جرأته لا ينقصنه إلا رأسمال ليصنع الحدث و المعجزات و نظرا ايضا انه على يقين ان وراء كل ثروة اسرار و اسرار ناهيك عن الاثرياء الوصوليين. السابعة صباحا اخذ حماما من أجل الطراوة و جمع حقائبه بعد اليقين من دفن المبلغ داخل الرف المخفي للحقيبة. اتصل بسائقه الذي سوف يرافقه الى المطار عبر سيارته و طالب منه السائق السماح للتوقف بأحد المقاهي للتدخين ، طلب من النادل ان يعد لهما الفطور و طالبه ايضا ان يأتيه بجريدة لتفحصها، سلمه جريدة لوبنيون بالفرنسية التي يعشقها لكونه مدمن على ملئ الكلمات المتقاطعة بالفرنسية من اجل تغذية الفكر. و بعد تفحصه الجريدة اثار انتباهه مقال صحفي يخص عملية النصب التي راح ضحيتها صاحب حانة و ملهى ليلي بعين الدئاب بالبيضاء. تمعن في المقال و قرأه لثالث مرة متتالية و اصيب بدهشة و ارتباك حيث ما جاء في المقال ينطبق تماما غلى نفس العملية التي عاين ببلجيكا مع الفرنسي و الاميريكي . كان المراسل كاتب المقال واضحا و بأسلوب بسيط حيث عالج الموضوع بكل دقة بناء عن تصريحات النصاب المحتال و كيف استطاع اقناع الضحية بالطريقة نفسها التي عايش صديقنا. بعجالة رجع الى مكتبه و اودع المبلغ المخبئ بالصندوق الحديدي و احتفظ ببعض الدولارات ثم انطلق توا رفقة السائق الى مطار محمد الخامس لادراك الوقت. في ظرف ثلاثة ساعات من الطيران و جد الخبيرين ببهو فضاء الاستقبال لمطار شارل لوروى في انتظاره بإكليل من الزهور. تصافحوا دون ان يثير انتباههم بفطنه لخدعتهم و امتطوا معا سيارة المسمى عبدول نحو العاصمة بروكسيل و طلب من السيد فرانسوى التوجه مباشرة الى محل صديقه التاجر الذي سلمهم واجبات اكتراء الشقة و ذلك لغرض يهمه. التقى بالتاجر الصديق و هو من اهل الريف بالشمال المغربي و حكى له المآمرة التي اعدها له الخبيرين و انتفض التاجر شرارة و اراد الانتقام و التبليغ بهما لكن هدأه و اقر له بخطته لاسترجاع و لو على الاقل ما ضعيه من مصاريف. فتح حقيبته و ملأها بورق الجرائد ثم وزع فوقها اوراق المائة دولار التي اصطحب معه دون ترك اي فجوة حتى لا يشاهد الخبيرين ورق الجورنال و هي طريقة للتمويه، كأن الحقيبة تحتوي على رفوف من اوراق المائة دولار. انصرفوا مباشرة الى الشقة و عند ولوجهم بهو البيت وضع الحقيبة عل المائدة و ادخل رمز الضمان و فتحتها بسرعة و انبهر الخبراء عند رؤيتهم الرف الاول و الاعلى بالحقيبة معتقدين انها مليئة عن آخرها باوراق المائة دولار و بخفة الايدي اغلقها و ادخل رمز الضمان دون ان يستطيعا تسجيله و عزمهما الى مقهى للاحتفال بنجاح الخطوة الاولى الا و هي جلب المال للاستنساخ كما وعدوهم في السابق، ترك هاتفه النقال عنوة فوق المائدة كانه نسيه و عرجوا الى مقهى في ملك صديق جزائري يعرفه سابقا، طلبوا شربات الانتشاء و الاحتفال و قبل تناول المشروب اخبرهم بانه نسي هاتفه بالشقة و انه في انتظار مكالمات هاتفية مهمة من بضع افراذ اسرته الذين وعدوه باضافة بعض النقود. طالب مفتاح البيت و مفتاح السيارة من المسمى عبدول الذي الح بمرافقته الى الشقة خفية ان لا يتذكر العنوان و يتيه، لكن فاجأه بان احد الاصدقاء سوف يلتحق به الى نفس المقهى و لقد سبق له ان اخبره باوصافهما في حالة غيابه المفاجئ، اذا عليهما ان ينتظرا رجوعه تحسبا لمجيء صديقه اثناء غيابه. عنصر المفاجئة لا يترك لهم الفرصة لفرض ملاحظتهم او قراراتهم عليه، اخذ المفتاحين و اقلع بسرعة على مثن سيارة مرسدس 190 في اتجاه متجر صديقه الريفي و عند وصوله صرح له ما قام به و ما ينوي القيام به و عليه رافقه الى الشقة المكتراة و فتح الحقيبة من جديد و اخد كل الاوراق النقدية التي بداخلها و تركها مفتوحة و لم يبقى بداخلها إلا ورق الجورنال و وضع جريدة لوبنيون L'OPINION المغربية التي اصطحب من المغرب بجوارها بعدما كتب بأسفل الصفحة الاولى و باللغة الفرنسية: امضاء تلميذ المدرسة الحسنية " signé l'élève de l'école hassanienne " . فتش امتعتهم و حصل على جوازاتهم و كانت المفاجاءة الكبرى حين اتضح ان الزنجي ينحدر من دولة زايير و لا علاقة له بثانا بالولاياتالمتحدة الاميريكية. اسمه الحقيقي كولبالبي زولوبا و هو يقطن بامسطردام عاصمة هولندا. اما الفرنسي فاسمه الحقيقي جون فرانسوا كويي يقطن بضواحي باريس ببونطواز. اغلق هاتفه النقال و سلم السيارة لصديقه الريفي التي ركن بمرآب له، حينها انعرج مشيا على الاقدام الى فندق غير ببعيد و اكترى غرفة للنوم. وضع امتعته و هو يراقب ساعته اليدوية حيث قرر اغلاق هاتفه لساعتين متتاليتين الزمن الذي سوف يدفع بالمحتالين الى الشعور بالإحباط الحاد و شعورهم ايضا بفشل خطتهم و ادراكهم بانه استفاق بالخدعة و سوف يعتقدون بانه سوف يبلغ بهما لدى ألشرطة، لكن لم يفكر في شأن التبليغ بتاتا لتجنب س/ج حيث لن تجديه بشيء ان طالب التعويض او الحق المدني. و حين وظف هاتفه كان اول اتصال من الفرنسي فرانسوا الذي كلمه بلباقة و هو يسأل عن احواله و متسائلا ان لم يكن اصابه مكروه او سبب من اسباب غيابه المفاجئ عنهما، و بنفس اللباقة رد عنه انه تيه عن عنوان الشقة و لم يجد وسائل الاتصال بهما و طلب منه ان يلتحقا به الى مقهى قرب محطة القطار و التي لا تبعد عن قسم الشرطة إلا ببعض امتار. يا لها من مغامرات، استبقهم الى مكان الموعد بالمقهى و بعد ربع ساعة التحقا به و اخذا مكانهما معا وعاتبه الزنجي بعدم تركه لمرافقته حتى لن يتيه، و كان رده لعتابه صدمة قوية غيرت لون بشرته الى الاصفرار حيث قال له بانه لم يتيه عن العنوان و لكنه تاه عن معرفة اصله و موطنه و هويته و مهنته و وظيفته في الوجود من باب التهكم نظرا لانتمائه الى دولة مزقتها الحروب و الجوع و الجهل و التطاحن القبلي و حكم الدكتاتوريين و كيف ان يقدم له نفسه بالاميريكي، رجل الاعمال الناجحة و بشاهدة مساعده فرانسوا الفرنسي الانيق المهذب الذي يتبختر بأصوله الفرنسية لكن وجوده كمحتال نصاب لا يشرف الفرنسيين. بأسلوب فرنسي راقي لم يتوقف عن تأديبهما و تحداهما بانه رجل مواجهة و ليس بجبان. اصيبا بذهول و ارتباك و لم يترك لهم الفرصة للتعقيب او التأثير و اقر لهما انه على علم بخدعتهم و انتهت المبارة، فما عليهم إلا تعويضه لكل ما خسرمن مصاريف اكتراء الشقة و النقل و التنقل و المأكل و المشرب و المبيت و الهاتف و الضررالمادي و المعنوي الذي لحق به جراء تحايلهم عليه و إلا سيلجأ توا الى مركز الشرطة القريب من مكان تواجدهم و يتقدم يشكاية في الموضوع مع تسليم جوازاتهم حينها المحكمة سوف تنصفه. هنا تدخل الفرنسي مطأطئا برأسه و اعترف له بكل ما وقع و تقدم له بالاعتذار كما وعده بالتعويض لكل متطلباته لكن دون اللجوء الى الشرطة. و بعد الاعتراف طالب منهم ان يقصوا عليه الطريقة التي اعدوا له بالنصب عليه، هنا تدخل الفرنسي لشرح العملية باسهاب و اقر له ان العملية تعرف وسط المحتالين بطريقة "الوشواش " و كلمة الواش تعني الغسيل بالانجليزي. يتم قطع اوراق عادية بيضاء للورق مقوى من نوع 80 غرام الخاص بتصوير النسخ و يتم قطعها الى قطع في حجم اوراق المائة دولار ثم يتم تلطيخها بمادة الحبر الاسود الخاص بآلة ستانسيل او الخاص بأخذ البصمات عند الشرطة القضائية حينها تقحم وسطها اوراق حقيقية و سليمة لفئة المائة دولار و تلطخ بدورها بمادة كيماوية سوداء اللون تباع بالصيدليات و تسمى "لاديود" la diode و يتم تلفيف مجموع الاوراق في شكل رزمة ملففة باللصاق البلاستكي و بعد العثور على احد الضحايا يتم تمويهه بان الرزمة تحتوي كلها على كليشهات لفئة المائة دولار، و بعد فتح الرزمة يأخد الخبير المحتال الاوراق الحقيقية السليمة و الملطخة بالمادة الكيماوية السوداء و يضع وسطهما ورقة اصلية لمائة دولار ثم يسكب عليهم مادة اخرى تباع بالصيدليات و المعروفة ب "لاروش كربين" la roche corbine و التي بفضل مفعولها يزول مادة الديود diode من الاوراق السليمة و تصبح جاهزة للتداول، هنا يعتقد الضحية ان الرزمة كلها سوف تغسل بنفس الطريقة خاصة بعدما يقوم بصرف الاوراق الثلاثة او اكثر بناء على رأس مال المحتالين و يقتني كل ما يحتاج اليه دون مشاكل. حينها اما يأتي بمبلغ مهم من اجل الاستنساخ او الدفع به الى تسليمهم مبلغ مهم ايضا من اجل شراء المادة الكيماوية للغسيل و بعد حصول الجنات على المال يهرعون الى وجهة مجهولة يصعب الحصول عليهم. تفهم صديقنا الطريقة و الكيفية و اتفق مع الخبراء المحتالين ان يعوضانه بما قيمته 100 الف دولار مقابل استرجاعهم لجوازاتهم و سيارتهم المحجوزة و هنا انتهت قصة صاحبنا علي الذي كاد ان يكون ضمن قائمة الضحايا التي لا تحصى لولا ادمانه على ملئ الكلمات المتقاطعة بجريدة لوبنيون المغربية. و بعد رجوعه الى المغرب زاره الفرنسي فرنسوا كويي الذي اعجب بدكاءه و حسه الفطري و اصبحا اصدقاء بعد الصفح و السماح حينها عرفه على الشيخ النصاب التائب المنحذر من ادغال الكامرون و لنا عودة في العدد القادم.