لم تكن فاظمة ح تعتقد أن 12 سنة التي قضتها طباخة في دار الطالب و الطلبة بتاكزيرت لن تشفع لها في استفادتها من الضمان الاجتماعي و من التغطية الصحية حتى تلقت إشعارا من مصحة ابن سينا ببني ملال تطلب منها أداء ثمن العملية القيصرية التي اجرتها بها قبل سنة تحت طائلة تقديم الملف إلى المحكمة . فاظمة الحسناوي سيدة وام لطفلين متزوجة وزوجها يبلغ من العمر الثمانين، أفنت هذه السيدة شبابها في خدمة مؤسسة الرعاية الإجتماعية دار الطالب والطالبة تاكزيرت منذ تأسيسها (سنة2000)ولم تتذمر يوما من الأجرة الضعيفة(700درهم) التي تتقاضاها كطباخة بالمؤسسة(الفطور/ الغذاء/ العشاء)ولم تستقل بسبب حوادث الشغل والغير معوض عنها كما فعلت صديقتها فطومة خ التي استقالت بعد تعرضها لحادثة كسر في يدها داخل المؤسسة وبعد مدة 10 سنوات من العمل تخرج خاوية الوفاض... هذه فاظمةح السيدة التي بيديها الطيبتين أعدت الاكل لأجيال بكل حب واتقان، وبدون تهاون او غش تظطر اليوم لمواجهة الصاعقة وحدها ذنبها الوحيد انها اشتغلت بالمؤسسة ووضعت ثقتها بمستخدمها،واعتقدت انها تستفيذ من التغطية الصحية وخدمات الصندوق الوطني لضمان الإجتماعي، لتفاجأ اليوم انها لاتستفيذ من شيء حيث انها اجرت عملية قيصرية بمصحة ابن سينا السنة المنصرمة،ومرت العملية بنجاح وعادت للعمل ،واليوم جاءها نبأ مروع ان الصندوق الوطني لضمان الإجتماعي لايتحمل تكاليف العملية،وان عليها الدفع او ستقدم للمحكمة، أهكذا تعوض هذه السيدة بعد 12عام من العمل المجهد اين مجهوداتها اين مجيئها من دوار ايت احمد مع 6صباحا مشيا على الأقدام والعودة ليلا اين تحملها للبرد القارص في ايام الشتاء وحرارة الصيف وحرارة الأفران وحروقاتها بعد قلي السمك، والخوف الذي يصيبها كلما غادرت المؤسسة ليلا مشيا على الأقدام لتطمئن على زوجها الكهل والمريض و ابنها ذو 15سنة الذي تجده قد خاد إلى النوم وربما دون عشاء،مرارة لايتحملها احد، هذه السيدة التي ناضلت ومازلت تناضل من أجل تربية ابنها ومساعدته على التمدرس اي قدوة سيأخدها هذا الطفل عندما يعرف ان امه التي لايراها الا الأحد وطيلة12 سنة سيزج بها في السجن اين القانون المنظم لشغل اين حقوق الإنسان،اين تذهب المنح المالية التي تمنح لهذه المؤسسة، اين مفتشيات الشغل ومفتشيات التعاون الوطني كيف لم يعرفوا بهذه التعسفات ومن وراء هذه الجمعيات التي تستغل مثل هؤلاء السيدات وهؤلاء المستخدمين من يحميهم ومن يقف في صفهم محمد