يجتهد الكثير من أبناء القصيبة على كيل اتهامات الفساد و غياب الحكامة للمجالس السابقة المتعاقبة على تسيير بلدية القصيبة ،بالنظر إلى مظاهر العشوائية و الفساد و الزبونية التي يجمع السكان على أنها كانت سمتها المميزة . هذه الانتقادات غالبا ما تنتشر عند اقتراب موعد الانتخابات التي تذكر الساكنة بمجالس قدموا مختلف الوعود على أن يكونوا طفرة في مسار تدبير الشأن العام فيقوموا بما لم يستطعه السابقون و يقطعون مع ممارسات الفساد و الانتهازية ، لكن سرعان ما تمر الأيام لتأكد الأيام أن دار لقمان لا تزال على حالها بل أسوأ مما كان. ملف الحدائق العمومية في القصيبة مدينة الماء و الخضرة خير مثال على ذلك فكلما تقلد مجلس ما مسؤولية تسيير بلدية القصيبة كلما انتظر السكان أن يبادر مسؤولوه إلى تهيئتها لتكون فضاء عموميا يقصده الرجال للترويح عن النفس و الأطفال للعب و النساء للالتقاء بصديقاتهن و تبادل الحديث بدل السير على جنبات الطرق أمام أنظار النفوس المريضة التي تعتقد أن كل امراة ضاقت بها أسوار الدار فخرجت لتروح على نفسها من عناء أتعاب المنزل و تربية الصغار إنما هي بائعة هوى فتراه يشرئب نحوها بنظرا تكاد تلتهمها التهاما . حديقة المحرك التي كانت في عهد الرئيس" ناوور" جنة على الأرض بأشجارها المختلفة و أزهارها الجميلة التي كان المرحومان "سعيد شكيري" و بعده "حمو و خيي" يتعهدانها بالسقي و التشذيب و الحراسة تحولت إلى حظيرة ترعى فيها الأبقار كما الأغنام في المجالس اللاحقة ...إنها اللعنة التي طالت و تطال حدائق القصيبة فتحولت إلى اراض مقفرة و أشجار مهملة رغم أن مدينة القصيبة تزخر بالمياه الجارية و الجوفية .. بوابة بني ملال أون لاين كانت قد تطرقت إلى حديقة المحرك في مناسبتين مختلفتين لكن بدون جدوى الأولى عندما نبهت إلى أن البئر التي حفرها المجلس السابق بقيت مكشوفة مما كان يهدد حياة الأطفال الذين يلعبون في الحديقة و طالبنا بإغلاق فوهتها أو تسييجها فما كان من المجلس إلا أن ردم البئر على آخرها رغم أن حفرها كلف البلدية ميزانية مهمة ..و المناسبة الثانية عندما أطلقنا نداء استغاثة لإنقاد الحديقة مما أصبح عليه حالها العاثر و تكلم المجلس بعدها عن تخصيص أزيد من 100 مليون لتهيئتها و النهوض بها ، لكن الأيام ستحمل بعد خبر استقالة الرئيس و تشكيل مجلس جديد لا ندري هل سيلتزم بما قرره المجلس الأول أ م أنه سيعتبر الحديقة ترفا و كماليات و يعمد إلى إخراجها من المجال الأخضر بدورها ، ألم يقل أحد أعضائه البارزين بأن القصيبة ليست بحاجة إلى مساحات خضراء لأنها محاطة بحدائق ربنا يقصد الغابات .