بشكل مريب ومثير للدهشة والسخرية، وأمام مرأى ومسمع من السلطات المعنية، وعلى بعد عدة أمتار منها، نبتت عمارة غريبة بمدخل جنان الطاهر، بالحيز الخاص بالفيلات، وبقدرة قادر وفي تحد سافر لقوانين التعمير، حصل صاحبها على ترخيص البناء، مؤشر عليه من طرف الوكالة الحضرية، التي من المفروض فيها محاربة مثل تلك المخالفات المفضوحة والمشبوهة. ولإيقاف ذلك، وإعادة الأمور إلى نصابها، قام مجموعة من السكان المجاورين لهذه العمارة العجيبة ببعض المحاولات اليائسة وتقدموا بشكايات للمعنيين بالأمر، لعل وعسى يتم تطبيق القانون وإجبار المقاول، على احترام القوانين . لكن هيهات هيهات، فقد نصح بعض المتتبعين للأمور الجيران بعدم الجدوى من تلك التحركات، لان ذاك المقاول يعتبر أحد أوتاد أهل مكاشفة ذوي الحل والربط وأولي البصيرة ويتقن فن أكل الكتف ، بل إن الحديث عن استمالته للمسؤولين وإغوائهم، سارت به ركبان أحاديث المقاهي... يحدث هذا ويوجد بمغرب يعتقد الجميع داخل الوطن وخارجه بأن هذا الأخير قد تغير وخطا ويخطو نحو الديمقراطية والشفافية والتنمية... وأن مثل هاته الشوائب والتجاوزات أصبحت في عداد الماضي. وللإشارة فقد توصلت الجريدة بنسخة من الشكاية التي تقدم بها بعض الجيران، في محاولة منهم لإيقاف خرق القوانين وإعلاء صوتهم وإسماعه لذوي الضمائر الحية التي تبغي تقدم هاته البلاد وتنميتها وغيرة عليها، وليس تخريبها مقابل حفنة من الأموال ، يتم تكديسها باسم أبنائهم وزوجاتهم وذويهم بالابناك. ويتساءل هؤلاء من وراء ذلك؟ من سلم الترخيص ببناء عمارة في موقع ممنوع فيه البناء الاقتصادي؟ من سمح للمقاول بعدم احترام الصف؟ من سمح له بفتح نوافذ تلحق ضررا كبيرا بالفيلات المجاورة؟ من شجعه على المضي قدما في ذلك؟ من ومن؟ يطالب هؤلاء السكان من الجهات المسؤولة، فتح تحقيق جدي لمعرفة ما يجري ويدور في السر والعلن، والضرب على أيدي المفسدين الذين لا يتورعون في الجهر بكونهم اشتروا سكوت هؤلاء بمبالغ ضخمة...