قام مجموعة من ساكنة إغرضان مساء يوم الأربعاء الماضي 14 فبراير 2018 بحمل فتاة مريضة تسمى كريم مينة على نعش وسط الثلوج وفي مسالك جبلية وعرة من منطقة إغرضان التابعة لجماعة فم العنصر إقليمبني ملال ، لمدة تزيد على 3 ساعات إلى منطقة الحدود مع جماعة تاكلفت إقليمأزيلال بالقرب من السوق الأسبوعي الجمعة لأيت سخمان، حيث كانت تنتظرهم هناك سيارة الإسعاف التابعة لجماعة فم العنصر التي أقلتها إلى مستعجلات بني ملال. وأضافت مصادر الجريدة أن الفتاة البالغة من العمر 18 سنة ، فاجأتها وعكة صحية بسبب ألم في الكلي ، وأنه بعد الاتصال بالمسؤولين المحليين من أجل التدخل بالمروحية المخصصة لهذا الشأن لحمل المريضة إلى قسم المستعجلات بني ملال ، إسوة بباقي مناطق المغرب التي تعيش عزلة بسبب التساقطات الثلجية، أخبروا بأن عليهم حمل الفتاة إلى الحدود مع منطقة تاكلفت ، وبعد علم الساكنة أن المروحية لن تتدخل ، اضطروا إلى التناوب على حملها فوق الأكتاف لمسافة طويلة ولمدة تزيد عن 3 ساعات وهو ما يكشف بجلاء معاناة ساكنة المنطقة ، وأنها معاناة حقيقية ولا مجال للمزايدة فيها أو محاولة حجب الشمس بالغربال كما يريد أن يفعل البعض. ذات المصادر تضيف أن الفتاة المريضة نقلتها سيارة الإسعاف التابعة لجماعة فم العنصر إلى مستعجلات بني ملال ، حيث قدمت لها الإسعافات الأولية وهي عبارة عن حقن مهدئة ، وأنها غادرت المستشفى في نفس الليلة ، وفي صباح اليوم الموالي قامت الفتاة المريضة بإجراء فحوصات بالقطاع الخاص حيث وصف لها الطبيب بعض الأدوية مشيرا أن حالتها بدأت في التحسن. وتساءلت مصادر الجريدة عن سبب إقصاء منطقتهم من الدعم المخصص من طرف الدولة للمناطق المعزولة بالثلوج علما أن المسالك الرابطة بين منطقة إغرضان والعالم الخارجي غير سالكة لعبورها والصور الورادة من عين المكان غير شاهد على ذلك ، وأضافت ذات المصادر أن الساكنة وماشيتهم مهددة ، وأنهم يحتاجون لتوفيرعلف للماشية في هذه الظرفية الصعبة عليهم ، واستحضروا وفاة امرأة مسنة خلال الأسابيع القليلة الماضية ، حيث تعذر عليهم دفنها في مقبتين بمنطقة إغرضان بسبب الثلوج الكثفة ما اضطرهم مرة أخرى في غياب أي تدخل من المسؤولين إلى حملها على الأكثاف وسط الثلوج إلى مقبرة ثالثة توجد بعيدا عن دوارهم حيث تم دفنها. وهتفت ساكنة إغرضان بحياة جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، ملتمسين من المسؤولين جهويا وإقليميا ومحليا الالتفات إليهم في هذه الفترة الحرجة التي تعرف انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة إثر موجة البرد والتساقطات الثلجية المهمة التي شهدتها المنطقة، وأضافوا أنه في الوقت الذي يرون طائرات مروحية تحمل المساعدات للمناطق الجبلية بإقليمأزيلال وتتدخل لحمل المرضى في الحالات الاستعجالية ، نرى العكس بالنسبة لمنطقة إغرضان رغم أن معاناة ساكنتها قد تفوق معاناة غيرهم في غياب أي مصلحة بدواويرهم فلا مدرسة ( التلاميذ يدرسون في إطار التربية غير النظامية والقسم تم بناؤه من طرف إحدى الجمعيات ) ولا مستوصف ولا كهرباء ولا ماء ولا طريق ….