المراهقة من أخطر المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان خلال حياته ، كونها تحتوي على مجموعة من التغييرات المتنوعة الفيزيولوجية والنفسية، و ما يرافقها من محاولات المراهقين التعبير عن وجودهم وفرض شخصياتهم والبرهنة على تميزهم ، وفي ظل كل هذه التغييرات بمختلف أنواعها تلعب أوقات الفراغ دورا مهما في تحديد شخصيات المراهقين من خلال طرقهم المختلفة والمتباينة في التعبير عن ميولاتهم والنشاطات التي يمارسونها بعيدا عن جدران الأسرة وأسوار المدرسة ، وفي غياب مراقبة الآباء وغياب الوعي والمسؤولية لدى الفرد والأسرة وباقي المؤسسات على حد سواء ، تركت الفتيات المراهقات لمصيرهن وحيدات في مواجهة المتربصين والذئاب البشرية هؤلاء الذئاب البشرية تستدرج الفتيات القاصرات إلى بيوت أعدت وهيئت لممارسة أفعالهم الشنيعة ، ولاغتصاب براءتهن الطفولية ، والمتربصون نوعان: -المتربصون الهواة: هؤلاء غالبا ما تجدهم يتربصون بالفتيات القاصرات أمام المؤسسات التعليمية يحاولون إغرائهن بكلامهم المعسول وبعض الهدايا ، وتجد أغلبية هؤلاء المتربصين كلهم شباب . -المتربصون المحترفون: هذا الصنف يتربص بالفتيات القاصرات بطرق حديثة ( مكالمات هاتفية أو وساطات ) غالبا ما تتورط فيها مومسات وبائعات الهوى ( قوادات )، حيث نجد هؤلاء المتربصين من الرجال المتزوجين والمسنين . اللذين يستغلون ضعف المراهقات للتغرير والتشهير بهن عن طريق تسجيل فيديوهات تحمل صورا خليعة لهن ... ، قصد تهديدهن وابتزازهن ، مما يجعلهن ترضخن لنزواتهم الجنسية المتوحشة ولا تجدن بدا من الإنصياع . الجميع يعلم أن هذه الظاهرة لها ارتباط بظاهرة لا تقل خطورة عن الأولى ، ألا وهي الإدمان وما أدراك ما الإدمان ، فعالم الدعارة الذي تلجه بعض الفتيات طواعية أو كرها قد يوقع بهن في فخ الإدمان على المخدرات ، ومن ذلك الإدمان على تدخين السجائر ، والحشيش ،وشرب الخمر بجميع أشكاله ، والإدمان على النرجيلة ( الشيشة ) التي أصبحت موضة وانتشارها غدا كالسيل العرم يجرف معه كل شيء في طريقه. لابد من دق ناقوس الخطر بخصوص سوء استغلال عدد لا بأس به من المراهقين لوقت فراغهم ، فأغلب مراهقي اليوم لا يحسنون استغلال وقت فراغهم نظرا لمجموعة من الأسباب وعلى رأسها شعورهم بالملل الشديد وانعدام التوجيه لكيفية ملئ وقت الفراغ لديهم بما يعود عليهم بالنفع ، كما أن هذا الوقت لدى المراهقين هو السبب الرئيسي في وقوعهم في العديد من المشاكل . الحديث لا ينطبق على كل المراهقين ، فمنهم طبعا من كان وقت الفراغ بالنسبة له أهم سبب في تحقيق النجاح والتفوق. و من هنا نلتمس من كل الفاعلين الحقوقيين و السياسيين و الجمعويين و المدنيين و كل الضمائر الحية كسر طابوهات الاستغلال الجنسي على القاصرات، و فضح المجرمين الذين يتربصون بفلذات أكبادنا مع التعاون فيما بيننا لحماية بناتنا و المساهمة في محاربة الظاهرة و اقتلاعها من جذورها الداحماد اغبالا ن-ايت سخمان 20/06/2016