أحبذ أن أبدأهذا المقال المتواضع بمقولة من كوكب ألمانيا الشقيق، إذ يقول الألمان: "أنه لصنع غاز الأكسجين لجميع البشر على الأرض لمدة ستة أشهر سيكلف 38 ترليون دولار، ولأن الأشجار تنتجه مجانا فلما لا نحافظ عليها بكل بساطة". شهد يوم الأحد 27/09/2015م جريمة شنيعة في حق الطبيعة والفضاء الأخضر بالمنطقة، حيث أعدمت الجماعة القروية ممثلة في المجلس الجديد الذي لم يتسلم السلط بعد من المجلس السابق، إذ أعطى الرئيس الجديد ومعه نوابه أمرا لسائق جرافة الجماعة القروية بإقتلاع ما يقارب 20 شجرة صفصاف غرستها جمعية تامونت للتنمية والثقافة بأغبالا قبل سنتين من الان وسهرت على سقيها وحمايتها طوال هذه المدة، لنتفاجأ يوم الأحد وفي غفلة من الجميع بإقتلاع من مكانها وتحويلها إلى مكان أخر، في مجرى مائي لمكان تغسل فيه النساء الأثاث والملابس ما يعرض هذه الأشجار لتأثير الصابون وجافيل ومساحيق التصبين وأشياء أخرى، إضافة إلى أن هذا التحويل الغير المبرر واللأخلاقي جاء أيام قليلة قبل فصل الخريف الذي تستريح فيه الأشجار مما يعني موتها المحقق والبطيء. هذه الخطوة المتخدة من طرف مجلس جديد والذي كانت تنتظر وتعقد عليه امال كثيرة وكبيرة للتغيير ومحاربة الفساد والقطع مع ممارسات الماضي التي كان ينتقدها الجميع، وحماية وتثمين تراث المنطقة المادي واللامادي والمعنوي والبيئي الغابوي بالخصوص والدفاع عنه وتوسيع الفضاءات الخضراء وخلق أخرى متنفسا للساكنة خاصة في ظل وجود أعضاء في المجلس لهم تكوين وإنتماء لهيئات تعنى وتسهر بل مهمتها الدفاع وحماية الفضاء الأخضر بالمغرب والتي هي المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إلى جانب العضوية في هيئات أخرى تعنى بهذا المجال،... ولكن وللأسف حلاوة المنصب والصفة الجديدة أنست السيد النائب المنتخب المحترم أو ربما والله أعلم تناسى سيادته أن الشجرة هي رئة الكرة الأرضية وهي التي تنتج الأكسجين الذي نتنفسه وهي الضمان لتوازن النظام البيئي إلى غير ذلك من الأدوار والمنافع والتي بالمناسبة هو أدرى بها مني ومن غيره من المواطنين وهو ما يجعلنا نقول ونتحسر وننذب حظنا العاثر قبل أن يمر على يوم الإقتراع شهر واحد ووحيد، عليه نقول إنتظروا وأبشروا بست سنوات عجاف قفار تأويلها القضاء وتدمير ما تبقى لنا من الفضاء الأخضر بالمنطقة مما سينذر بكارثة بيئية سيدفع ثمنها الأجيال القادمة، مادامت البدايات هكذا. إن ما جعل الصدمة قوية ووقعها أقوى هو أن هذا العمل صدر من منتخبين وضعوا وهللوا في برامجهم الإنتخابية وبحروف عريضة، "حماية البيئة، خلق فضاءات خضراء، ووو..." فأين نحن من هذا وخاصة وأننا كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الأيام الأولى من ولاية المجلس الجديد - العهد الجديد – كما يطلقون عليه بأنفسهم.؟؟ أليس هذا العمل تصفية حسابات سياسوية ضيقة على حساب البيئة؟؟ أليس هذا العمل تحديا وإعلان حرب من المجلس االجديد ضد المجتمع المدني؟؟ ألم يكن من الأولى للمجلس أن يثبت أقدامه ويتسلم السلط ويفتح نقاش جدي ومسؤول لإيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة عوض الدخول في هذه التحديات الصبيانية والامسؤولة؟؟ من المستفيذ من هذه التصرفات ومن يقف وراءها؟؟ هل هي قرارات المجلس أم إملاءات خارجية من لوبيات وأشخاص يسعون للتحكم والتأثير على قرارات المجلس؟؟ ... أسئلة وإشكاليات تطرح نفسها بإمتياز في هذه الظرفية الحساسة والإنتقالية وتستوجب البحث عن إجابات دقيقة. هذه الجريمة تعيد إلى الواجهة قضية البيئة والغطاء الغابوي والفضاء الأخضر بالمنطقة والتي تتعرض للتدمير والإستنزاف يوميا وبشكل مستمر مما يستدعي الوقوف مليا ودق ناقوس الخطرعلى ما تعيشه البيئة، وكذا ما ستؤول إليه الأوضاع أن لم نتخذ إجراءات وتدابير وعاجلة في هذا الصدد، ونقف وقفة رجل واحد مسؤولين، منتخبين، جمعويين سلطات محلية،... لوقف نزيف الغابة والبيئة ببلدتنا الجميلة، أو على الأقل التحسيس بالمخاطر التي تهددها والمشاكل التي تعاني منها لتشكيل وعي بيئي مسؤول وسط الساكنة، والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه التطاول في هذا المجال وتهديد مستقبل الأجيال القادمة وحقهم في الحياة. أخيرا وأمام هذا الوضع المحير من حقنا أن نتساءل بكل صدق من يتحمل مسؤولية هذا الجرم الشنيع؟؟ هل المجلس المنتهية ولايته ومهامه أم المجلس الجديد والذي لم يتسلم السلط بعد؟؟ أغبالا 28/09/2015م