انتهىت حرب البسوس الانتخابية، وخمدت نيران العصبية بعدما سالت ألسنة الناس بالكلام الفاحش. حيث تبادل السب والشتم والقذف. وإحياء النعرات وتذمر الأحاسيس والمشاعر، ولا رابح في ذلك سوى التخلف والخسران. ونشدات شعارات القطيعة والخسران القبلي والعشائري لمدة خمس سنوات فلكية، إذ ذاك بداية التهيؤات للانتقامات الجديدة. شخصيا حضرت اليوم بأكمله وأنا أزور مكاتب التصويت بحياد وصمت تامين ما عاد تأملي العميق في بعض التصرفات البلهاء ربما هي من أقربائي بما فيهم أخي وأمي وجاري وجارتي وقس على ذلك..لأجد قلبي يمتلئ عصارة الألم والوحدة ولما لا العزلة من واقع مرير وحياة تستدعي أكثر من سؤال لعل أولها هل المغرب فعلا يقطع أشواطا جديدة في التقدم والرقي والعطاء. وانتقاء من يمثل تلك المسؤولية بحزم وجد رصين. أما إذا كان الجواب بلا فأين يكمن الخلل؟ من يتأمل بعض المناقشات والمحاورات المتعلقة بالمنتخبين والمرشحين سيكتشف فعلا مجموعة من المغالطات التربوية والأخلاقية التي تميز الشعب المغربي وتجعله في كل الأحوال في ذيل المتأخرين. رأيت فهم الكرم غلطا بعدما اعتقدته العامة أنه في التمدح وصرف الدراهم وتقديم الوجبات متى دعت حفلة من الحفلات الكبيرة. ليتظاهروا بمظاهر الكرماء الباذلين. مع العلم أن أحقية ذلك المال تكمن في قيمته التي يحدثها في إسعاف اليائسين وإغاثة المحتاجين وتعليم الجاهلين وإنعاش الأعمال الاجتماعية النافعة. إن ما ينبغي أن يتوجه إليه اهتمامنا هي تعليم الأمة حقائق الأمور. أن نعلمهم معنى الوطنية الحقة ومعنى الديمقراطية ومعنى العدالة. بعدما رأيت البعض يعتقد ذلك في كونه يتجلى في ربح معركة الانتخابات وتكسير شوكة الخائنين لا لمجرد أنهم أدلوا برأيهم أو قالوا كلمة حق شفهيا. وإن واقعنا لبعيد كل البعد من هذا الواقع ومن هذه الحقيقة لكونه يفتقد لمبدأ صحيح ولعقيدة سالمة يعمل بها ويدافع عنها ويرعاها في سلوكه وفي تصرفاته وفي تكوينه. بل وفي كل تفاصيل الحياة. إنه لمن سوء الحظ أن نرى هذا التوحش الكبير في الأخلاق التي عمت كل واحد منا صغيرا وكبيرا، أنثى وذكرا. والنتيجة عودة بخفي حنين. هكذا انتهى اقتراح 4 شتنبر بين مريض ومتألم ومهزوم ومنتصر انتصارا عصيبا فكذبا وبهتانا متبادلا..والنتيجة ما الجديد الذي تحمله تبشيرات الفائزين في ظل امتيازات جديدة. جواب نجد له مرجعيته في التباين الطبقي والمرفقي والحصيلة من هذا كله فقر وهيمنة وظلم وغلبة للمتجبرين. فلم أجد أغلى من قول ابن عاشر الفاسي. واعلم بأن أصل ذي الآفات حب الرياسة وطرح الآتي. رأس الخطايا هو حب العاجلهْ ليس الدوا إلا في الاضطرار له بالتأكيد، آفتنا جديدة وخطايانا مستمرة ما دمنا نتغذى على العصبية والقبيلة ونحتفل بها متخذين شعار الغلبة للجيب.. وكفى.