تحول فضاء الغديرة الحمراء الذي يقصده المواطنون الملاليون لتبضع وإقتناء ما يحتاجونه من خضر وفواكه ولحوم الحمراء وبيضاء، زوال يوم البارحة، اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، الى ساحة للعراك وتبادل القذف والشتم والتلفظ بمختلف الألفاظ الساقطة بين مجموعة من الوحوش الآدمية الهائجة، التي برز عليها جليا أعراض الإدمان على المخدرات والتي لما تراعي في سلوكها المنحرف خصوصية هذا الشهر العظيم ولا الاستحياء من الزبناء المختلطين الذين فيهم النساء والشيوخ و الأطفال و المرافقين لأهلهم وذويهم. وأمام هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تعرفها هذه المدينة بمختلف فضاءاتها العمومية بدون استثناء: المحطة الطرقية ومحطات الطاكسيات، فضاءات التسوق...الخ، أضحى إذن يطرح أكتر من سؤال: هل نحن في مدينة حضرية لها مقوماتها وحرمتها وأمنها أم نحن في غابة موحشة يُطلقُ فيها كل واحد العنان ليفعل ما يشاء؟ وبالمقابل، هل المسؤولين واعون تماما بالفراغ الأمني الخطير بمختلف هذه الفضاءات؟ وهل من تدابير للحد من هذه الظواهر؟ التي تقض مضجع المواطنين والكفيلة بزرع الأمن والسكينة في نفوسهم وكذا توفير الظروف الملائمة لبعض السياح المتوافدين على هذه المدينة دون العودة اليها مرة أخرى.