في إطار الاستعداد و التحضير للامتحانات الإشهادية في التعليم الابتدائي ،ولما للتقويم الإشهادي من أهمية قصوى في المسار التربوي التعليمي للمتعلم ،احتضنت المدرسة الجماعاتية بتيزي نسلي، يوم السبت 09 ماي 2015م، ندوة تربوية في الموضوع من تأطير وتنشيط مؤطر اللغة العربية، الأستاذ محمد صالح حسينة، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، حضرها السادة الأساتذة ومديرو المؤسسات المعنية. وكانت المحاور المعالجة في الندوة على الشكل التالي: مداخلة المؤطر التربوي تحت عنوان: "السياق العام للندوة والمستجدات التربوية". مسرحية تربوية لتلامذة المدرسة الجماعاتية في موضوع :"لا للرشوة"، تحت إشراف الأستاذين: اسماعيل عشاق و هشام زهومي. درس تجريبي في مكون الإنشاء حول موضوع "وصف حفلة"، من إعداد وإنجاز الأستاذ: هشام زهومي. عرض حول موضوع" فلسفة الامتحانات"، للأستاذين: اسماعيل عشاق و بوشرى شهادي. مداخلة الأستاذ بوزكري خلفي حول :"مفاتيح التدريس الناجح." مداخلة مدير م.م تيزي نسلي في موضوع "الهدر المدرسي :من إشكالية المفهوم إلى استراتيجية التدخل." مناقشة محاور الندوة. افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية للسيد المؤطر التربوي ، نوه و أثنى فيها بالمجهودات الجبارة للأطر التربوية في سبيل إعطاء نفس جديد للمدرسة العمومية والارتقاء بأدوارها وتوفير مناخ ملائم يراعي حاجات المتعلمين، مبينا في الوقت ذاته أهمية مثل هاته اللقاءات التربوية في تحقيق التواصل ومناقشة كل ما من شأنه الرفع و التحسين من جودة التعلمات. وأفصح بعد ذلك عن هدف ندوة اليوم المتمثل في توحيد الرؤى والرفع من صلاحية وموثوقية الامتحانات الإشهادية، ممهدا له بتوطئة حدد فيها سياق و اطار الموضوع. تلاها تقديم و مناقشة ما استجد في منظومتنا التربوية. وبعد مداخلة المؤطر التربوي، قدم عرض مسرحي رائع باللغة العربية الفصحى، لتلامذة المدرسة الجماعاتية ،بعنوان: "لا للرشوة "،في إطار الأنشطة الموازية للمؤسسة، و ايمانا من منظمي الندوة بأهمية المسرح كوسيلة من وسائل التعلم ، تزاوج بين اكتساب القيم وإثارة العواطف، الترفيه، إشاعة المرح ،و إدخال السرور على النفس. بعد ذلك كان للحضور موعد مع درس تجريبي في مادة اللغة العربية، مكون الإنشاء ،أنجزه الأستاذ هشام زهومي، الذي أبان من خلال الحصة عن قدرته على بناء ومعالجة الموضوع الإنشائي مع المتعلمين بطريقة سلسة، و ضبط جماعة الفصل من خلال أنشطة متنوعة ، تهدف إلى إثارة و تعزيز حس الوصف لدى المتعلمين، حيث قدم الدرس وفق منهجية تربوية واضحة، معتمدا في ذلك على وسائل تكنولوجية / ديداكتيكية فعالة، وعلى طرق تنشيطية متميزة، تفاعل من خلالها المتعلمون مع مختلف مراحل الدرس الإنشائي. وبخصوص موضوع "فلسفة الامتحانات" للأستاذين اسماعيل عشاق و بوشرى شهادي، فلقد نجحا في الإحاطة بموضوع مداخلتهما سواء من الناحية المفاهمية أو العملية ،وأكدا على المكانة الهامة و الحساسة التي يشكلها التقويم الإشهادي ضمن المسار التربوي التعليمي للمتعلم ،و التي تتجلى في اعتباره أداة لإضفاء الشرعية و المصداقية على قدرات المتعلمين من جهة، و مجهودات المشرفين على التدريس من جهة أخرى. و قدم الأستاذ اسماعيل في هذا الإطار نماذج مفصلة لمواصفات عناصر الامتحان الإشهادي في كل من مادة اللغة العربية و التربية الإسلامية، سواء تعلق الامر بالنص القرائي والأسئلة المرفقة له أو طرق ومنهجيات تقويم مكونات مادة التربية الاسلامية، مستحضرا في ذلك الاطر المرجعية الرسمية. بينما انصب حديث الأستاذة بوشرى شهادي على تعريف و شرح أدوات التقويم البيداغوجي، معتمدة على مراجع مهمة ذات صلة بالموضوع . و خلصت في مداخلتها إلى ضرورة اعتماد واحترام شبكة قياس التعلمات في تصحيح الامتحانات الإشهادية و غيرها، لأنها السبيل الوحيد لتحري الموضوعية و الحياد. أما مداخلة الأستاذ بوزكري، فقدم فيها مجموعة من الكفاءات، القيم ، والخصائص ،الواجب امتلاكها حتى يتسنى للمعلم إنجاح واستثمار العلاقة مع نفسه ،مع المادة التعلمية ،مع المتعلم، و مع محيطه. وكان ذلك بطريقة دروس التنمية الذاتية، استحضر فيها نماذج حية لكل شق من العلاقات المذكورة أعلاه. وكان المحور الأخير في الندوة ، مداخلة حول "الهدر المدرسي :من إشكالية المفهوم إلى استراتيجية التدخل"، من إعداد مدير م.م تيزي نسلي، محمد بوزار؛ عالج في بدايتها ظاهرة الهدر المدرسي من الناحية الدلالية للمفهوم ،وانتقل بعده إلى حصر الأسباب و العوامل الكامنة وراء الظاهرة في الحزام الجبلي . كما قدم و اقترح مجموعة من الحلول للحد من الظاهرة و لو بشكل تدريجي. وبعد عرض كل محاور الندوة، فتح المؤطر التربوي المجال للسادة الأساتذة و الأستاذات لطرح تساؤلاتهم وملاحظاتهم و كذا للإدلاء بشهادات حقيقية من صميم الواقع و الممارسة التعلمية، حيث تم التطرق لبعض العراقيل و الصعوبات التي تطرحها صياغة الامتحانات الإشهادية، بالإضافة إلى مناقشة مجموعة من النقط ذات العلاقة بمشروع إصلاح المنظومة التربوية . وما زاد الندوة فائدة و رونقا هو تدخلات المؤطر محمد صالح حسينة للشرح و التوضيح كلما رأى ذلك مناسبا، فحققت الندوة غايتها المرجوة . وفي الختام تقدم المؤطر محمد صالح حسينة، بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه الندوة خاصة السادة الأساتذة منظمي الندوة. * أستاذ التعليم الابتدائي.