أصدرت محكمة الإستئناف ببني ملال أمس الأربعاء حكمها بسنة موقوفة التنفيذ في حق أعضاء حركة 20 فبراير قصبة تادلة الخمسة الذين قضوا حوالي أربعة أشهر بعد أن أدانتهم المحكمة الإبتدائية في شتنبر الأخير بسنة ونصف إلى سنتين نافذة. ظروف الإعتقال: وجاء إعتقال النشطاء في إطار الحملة الأمنية والمضايقات التي عرفها مناضلو حركة 20 فبراير قبيل الإنتخابات التشريعية الأخيرة، وهذا ما يظهر جليا انطلاقا من التهم الملفقة لكل المعتقلين والتي تتمثل في عرقلة السير وإضرام النار والتجمهر دون ترخيص وإهانة موظفين كلها تهم كانت نسخة طبقا للأصل أسقطت على كل مناضلي حركة 20 فبراير. مظاهر الصراع والمؤامرة: وإن المتتبع لجلسات محاكمة هؤلاء الشباب يتبين له بالوضوح أن التهم عبارة عن مؤامرات ودسائس وخطط جهنمية محكمة ، الغرض منها الإساءة إلى حركة 20 فبراير وتسويق صورة سودوية عن شباب خرج من صمته القديم ليقول "الشعب يريد إسقاط الفساد"، فصاروا هم أنفسهم المفسدين في نظر من يتحكمون في كل القطاعات السوسيوإقتصادية والثقافية بالمغرب والذين يتصرفون وفق إملاءات معينة في مصير الطبقة الكبيرة والهشة من هذا الشعب الجريح. والمتتبع كذلك للشأن المحلي لقصبة تادلة يرى تجليات الفساد المستشري بين أوساط القطاعات المحركة للمدينة يتزعمها أشخاص ذوو نفوذ مطلق لهم سوابق تاريخية في الفساد والتلاعب بذمم الساكنة عبر مراحل شتى، الشيء الذي تبنته حركة 20 فبراير كقضيتها الأم لمحاربة كل هذه الأنواع من الممارسات البشعة في حق الإنسان التدلاوي .ويوم قررت الخروج للتعبير عن رفضها وتنديدها بأفعال هذه الحفنة من الأنذال والفاسدين تجندوا بكل أسلحتهم مستغلين علاقاتهم بكبار المسؤولين لإسقاط شباب الحركة العشرينية ومحاولة إسكاتها وثنيها عن مشروعها الإصلاحي فوضعوا مخططات محكمة ومهدوا أرضية للإيقاع بهم عبر فخاخ نصبوها لهم فكان لهم ما أرادوا متناسين بذلك أن قطف الزهور لن يوقف زحف الربيع... الجلاد والضحية: أوْجُهُ الإرادة والحديث عن معتقلي حركة 20 فبراير قصبة تادلة هو الحديث عن شباب مثقف وذو مستويات دراسية لابأس بها وشباب مكون ومؤطر في أحزاب وفي جمعيات تقدمية شبابية وتربوية ومنهم من لايزال يتابع دراسته في معاهد مهمة.. الشيء الذي ينفي جملة وتفصيلا علاقة التهم بالمتهمين بالرجوع إلى سيرتهم الذاتية الحافلة بالأنشطة الجمعوية والمجتمعاتية الراقية جدا.. ولقد اتفق كل أعضاء هيأة دفاع المتهمين أن محاكمة هؤلاء النشطاء محاكمة سياسية ومحاكمة رأي بعد أن أكدوا بالإجماع أن الزج بهم يعتبر خرقا للقانون الذي يتابعون بسببه. ولقد واكبت بوابة بني ملال جلسة الإستئناف الأخيرة التي أصدر فيها حكم المحكمة بسنة موقوفة التنفيذ في حق نشطاء حركة 20 فبراير قصبة تادلة كما عاشت أجواء لحظة خروجهم من السجن المحلي ولحظة وصولهم إلى ساحة المسيرة ببني ملال حيث خصصت حركة 20 فبراير بني ملال والجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب وبعض التنسيقيات الاخرى لأحزاب يسارية وتقدمية خصصت لهم إستقبالا وهنؤوهم بمعانقتهم للحرية من جديد وفي كلمة عبد اللطيف السعداني أحد المفرج عنهم أكد أن القافلة مستمرة وان الحركة لن يوقف زحفها أحد وأنها مستعدة أن تقدم مناضليها للسجن وحتى للموت من أجل الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية التي تبقى رهانهم الأول والأخير..وأنهم دخلوا السجن رجالا وخرجوا منه رجالا... ولقد خصص شباب وأصدقاء وعائلات المفرج عنهم بقصبة تادلة مهرجانا خطابيا إستقبلو من خلاله أبناءهم الذين عادوا لمعانقة دفء وحضن الأهل والأحباب وفي كلمة ألقاها عبد الواحد السعدي عضو في حركة 20 فبراير بني ملال أكد أن كل الفعاليات التقدمية والمتبنية للخط العشريني لم تنس أبدا معتقليها بل كانت صورهم وأسماؤهم تزين كل التظاهرات وكل الخرجات الإحتجاجية وكل أروقة الجموعات العامة الخاصة بالحركة والجمعية الوطنية لحملة الشواهد بالمغرب و أرذف قائلا يجب على كل الأمهات أن يفتخرن بأبنائهن وان يتمنين لو أن كل المعتقلين خرجوا من أرحامهن لأنهم شرفاء الوطن ورجاله الذين لا يساومون ولا يقبلون الظلم والإستبداد... وارتباطا بذات الملف أصدرت محكمة الإستئناف ببني ملال صباح يومه الخميس حكمها بسنة سجنا موقوفة التنفيذ في حق المعتقل الآخر الناشط مفكر سلام والذي تدهورت وضعيته الصحية بعد دخوله في إضراب عن الطعام لأزيد من ستة وثلاثين يوما والذي كان يتابع بنفس التهم..في إنتظار محاكمة الناشط الأخير أبو الخير محمد عن نفس المجموعة ليصل عدد المفرج عنهم حاليا سبعة نشطاء وهم كالتالي: - أيوب كريفي - يونس عبد السلام - عبد اللطيف السعداني - عبد الله الشعبي - هشام أومريط - مفكر سلام - وقد تم الإفراج عن الناشط ناصر صدقي قبل شهر بحكم سنة ونصف سجنا موقوفة التنفيذ بمحكمة الإستئناف ببني ملال.