ماجدة غضبان غصن في أصيص من أنت أيها الحبيس؟ قمم الأشجار تغوص في زهد عينيك والخضرة الداكنة ليلك الأبدي تروّعك الرياحين وهي تتسامق في سباق نحو ما تخشاه جذورك تتضور جوعا وتطلب المزيد وما في سواقيك نُسغ أزهارك تنحني على أعوادها تدمع نداها حزنا لا الأصيص يمنحك هوية شجرة ولا ثورتك ستحطم جداره القميء. أنثى ممزقة هي مرصعة برغبة انتكاس تسد منافذ احتلامها وعيناها تخرسان أمام التماع النشوة الباهر تلتقط الطفولة من بين جمر وفحم وتطن رعشتها في أذن الخلاء. عشق معتق قريب مني يماثل سيري وظلي واني لأخشاه مساء أتفقد جريانه الأملس أجس نبضي أبحث خلف الستارة تحت السرير بين أوراقي العذراء لكنه هذا المريب الجبار يطالعني بعينيه الساخطتين من خلال قصيدة قديمة دامية الحروف فاعلم انه اقرب إلي الآن من أمس يتمرغ على وحل الذاكرة - ليس سواها امرأة هي تعلو سيل العابرين وتناسل الأيام وخصوبة إيقاع السيوف على أهدابها تسجد الدموع بين يديها تركع نطفة الوجود تنتشي بارتواء نخله لم يفجعها ذبول تدي الشمس وبشاعة القمر عاريا من ضوئه الكاذب وحماقة الحب يزحف ثُكْلا مبتعدا عن نهد يأكله الحنين إلى كف شرهة.