وجه حميد شباط عمدة مدينة فاس انتقادا لاذعا إلى العلماء الذين باتوا حسب قوله لا دور لهم ولو ثانويا وأصبحوا يعتكفون في المساجد يرددون الدعاء، داعيا إياهم إلى العودة إلى الساحة السياسية والدينية للعب الدور الأساسي الذي كانوا يضطلعون به في السابق. شباط أطلق دعوته خلال الندوة الصحفية المنظمة صباح أمس الأربعاء بالرباط، للإعلان عن تنظيم الدورة الرابعة ل»منتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي»، والتي من المقرر أن تحتضن أشغالها العاصمة العلمية على مدى ثلاثة أيام متتالية والتي ستتمحور حول «الدبلوماسية الدينية والثقافية في خدمة الأمن والسلام العالميين». وأكد رئيس مجلس مدينة فاس المثير للجدل بسبب الكثير من خرجاته الإعلامية، أن العقيدة كانت على الدوام ملجأ المغاربة من المشاكل التي تعترضهم سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، ولم يكن قط ما أسماه «الوافد الجديد» ملجأ لهم، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، مضيفا أن الدين يلعب دورا أساسيا على مستوى الحوار مع الآخر، وقال «إنه من أجل إقناع الآخر يجب اعتماد الحوار وليس معاداته، وعلى العلماء الحقيقيين المعروفين بالدفاع عن المذهب المالكي والوسطية والاعتدال أن يضطلعوا بذلك». وأكد المتحدث ذاته «أن قوة المغرب هي إمارة المؤمنين، ومن هذا المنطلق فإن دور الدين أساسي»، مشيرا إلى المكانة التي كانت تضطلع بها جامعة القرويين التي كانت منارة إشعاع في الغرب الإسلامي. ومن جهته، أكد عبد الحق عزوزي رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتجية والدولية الجهة المنظمة لهذا الملتقى العلمي، أن «منتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي» منذ انطلاقه، وهو يسعى إلى نسج المفاهيم المؤسسة وإبرازها حتى تكون لبنة صلبة تتصدى لكل النزوات والقرارات والأفكار المغرضة التي يروج لها دعاة التضليل والتعصب، لتحقيق السلام والأمن لكل البشر، مشيرا إلى أن المنتدى في دورته الحالية لسنة 2010، لا يخرج عن نهج الدورات السابقة، إذ يهدف إلى ترسيخ الجامع المشترك وتذويب تضاريس اللاعقلانية والضغائن والأحقاد، ودراسة موضوع جديد ألا وهو دور الدبلوماسية الدينية والثقافية في خلق مرجعية فكرية هادفة تؤسس لأسرة إنسانية. وأشار أيضا إلى أن المنتدى سيعرف مشاركة صفوة من رجالات الدولة والعلماء والمفكرين والأدباء ورجال السياسة وممثلي الديانات والمجتمع المدني، فضلا عن عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية، وسيناقش عددا من المحاور تتعلق بدور الدبلوماسية الدينية والثقافية في التوجيه العالمي، ومكانتها وأيضا التحالف الدبلوماسي ودور المجتمع المدني في التقريب بين الشعوب. وأوضح أن المنتدى الذي يعد بمثابة قناة للدبلوماسية الموازية، سيصدر إعلان فاس في ختام أشغاله، والذي سيكون بمثابة خارطة طريق تؤسس لأسرة إنسانية واحدة بعيدا عن المغالطات وعن سوء الفهم الذي يؤثث مسار المناخ الدولي حاليا.