تخلد جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان الذكرى الخامسة لتأسيسها والتي تتزامن مع الاحتفاء باليوم الوطني لمحاربة هذا الداء (22 نونبر)، وقد حققت إنجازات هامة على طريق زرع الأمل لدى المصابين بهذا الداء العضال. وحسب التقرير السنوي للجمعية لسنة 2009 الذي تم تقديمه خلال الجمع العام الذي ترأست اختتام أشغاله صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، انتقل عدد المرضى الذين تمكنوا من الولوج إلى العلاج في البنيات المتخصصة من 11 ألف و500 مريض سنة 2005 إلى 20 ألف مريض سنة 2009. كما أصبحت الجمعية تتوفر على برنامج وطني للوقاية ومراقبة السرطان وأطلقت برنامجا للكشف عن سرطان الثدي، بالإضافة إلى برنامج للولوج إلى الأدوية لفائدة الأشخاص المعوزين، وسجل للسرطان، فضلا عن إقامة شراكات مع العديد من المؤسسات والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية. فبخصوص البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، أبرز التقرير أن هذا البرنامج يهدف إلى عرض علاجات ذات جودة على مستوى كافة التراب الوطني. ويتمحور حول أربعة مجالات وثمانية وسبعين إجراءا تهم الوقاية والكشف المبكر، والتكفل بالتشخيص والعلاج. وفي ما يتعلق بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، أشار التقرير إلى أنه من خلال برنامج نموذجي أطلق سنة 2009، خضعت 1134 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 45 و70 سنة للكشف، تمت إحالة 232 منهن على مراكز لطب أمراض النساء، واستفادت 120 منهن من الفحص الاشعاعي عن الثدي. وفي ما يخص الولوج إلى الأدوية، أوضح المصدر ذاته أن برنامج 2009 الذي تصل كلفته إلى أزيد من 90 مليون درهم، يهم جميع مراكز الانكولوجيا بكل من أكادير والحسيمة والدار البيضاء ووجدة والرباط وهو يهدف إلى تمكين جميع المرضى من الحصول على الأدوية على قدم المساواة. كما تم في نفس السياق إطلاق إستراتيجية الأدوية سنة 2009 بتعاون مع وزارة الصحة والتي تهدف الى تحقيق نسبة 100 في المائة من الولوج إلى الأدوية بالنسبة للمرضى ذوي الدخل المحدود والذين لا يستفيدون من التغطية الصحية. أما في مجال التكفل وتحسين الولوج للخدمات الصحية، فتتمثل أهم المنجزات في بناء وتجهيز دور الحياة والتي هي عبارة عن مراكز جهوية للإيواء المؤقت للمرضى المحتاجين، الذين يفدون على مركز علاج أمراض السرطان. وأشار التقرير إلى أن داري الحياة بأكادير والدار البيضاء، تمكنتا سنة 2009 من إيواء 2500 مريض ومرافقيهم، مبرزا أن التكفل بهؤلاء المرضى في هذه الدور مكن من كسر مشاعر العزلة والانطواء التي تنتاب المرضى بهذا الداء الخبيث. وتتطلع الجمعية إلى إحداث داري حياة بكل من فاس ومراكش في أفق إحداث دار حياة ثانية بالدار البيضاء ستخصص لاستقبال الأطفال المرضى وأسرهم. وتمكنت الجمعية من تحقيق هذه النتائج بفضل الانخراط والمشاركة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى ومثابرة وتفاني أعضاء الجمعية ودعم وزارة الصحة وجميع مهنيي الصحة المتدخلين في هذا المجال. وقد قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى بهذه المناسبة بتسليم الجائزتين الدولية والوطنية لسنة 2010، وذلك بمناسبة اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان. وقد عادت الجائزة الدولية لهذه السنة لمختبر «إف هوفمان- لا روش» تقديرا لمختلف الأبحاث العلمية التي أنجزها في مجال محاربة داء السرطان. أما الجائزة الوطنية فقد كانت من نصيب البروفيسور سعيد بنشقرون، رئيس مصلحة سرطان الدم بمستشفى 20 غشت، بالمركز الاستشفائي الجامعي بالدار البيضاء.