توقع نمو السوق بأزيد من 3 بالمائة في أفق 2015 وهاتف لكل مواطن عند نهاية 2013 تشكل الدراسات والتقارير الإعلامية الوطنية والدولية والإقليمية، أرضية خصبة لبحث وتشخيص سوق الاتصالات بالمغرب، وعليه، فقد أبرزت مجموعة البحوث البريطانية «أوكسفورد بيزنس» أهمية الإقلاع الذي يعرفه قطاع الاتصالات بالمغرب، مسجلة أن المملكة أضحت فاعلاّ هاماّ في مجال الاتصالات. وأشارت المجموعة في بحث لها إلى أن المغرب يتبع التوجه السائد في باقي إفريقيا في مجال استقطاب شركات اتصالات عابرة للحدود. وكشفت مجموعة «أوكسفورد بيزنس» استنادا إلى تقارير إعلامية أن «المغرب يمكن أن يعرف ولوج فاعل متعدد الجنسيات إلى قطاع الهاتف المحمول، وذلك على خلفية «فرانس تليكوم دخول السوق المغربي». وسيحفز قدوم العملاق الفرنسي»لا محالة» تنافسية هذه السوق التي أضحت بمثابة نموذج إقليمي يحتذى به بفضل مستوى نموه على الخصوص. ولاحظت المجموعة أن «لدى الشركة الفرنسية أسبابا وجيهة للاهتمام بالمغرب على وجه الخصوص»، مشيرة إلى أن السوق المتطورة للاتصالات بالمغرب مؤشر جيد في مجال تنمية القطاع بالنسبة لباقي إفريقيا. وأضافت المجموعة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتبران ملائمتين للنمو، مذكرة بأن شركة الاستشارة «بيراميد ريسورتش» (التي يوجد مقرها بالولايات المتحدة) كانت قد أكدت في تقرير نشر خلال يوليو الماضي «أن التنافسية ستحتد خلال السنوات الخمس القادمة في أسواق الهاتف الثابت والمحمول بالمغرب». وتعتبر هذه الشركة «أن المعدل المركب لنمو السوق المغربية للاتصالات سيرتفع بنسبة 3.1 في المائة ما بين 2010 و 2015». ويتوقع التقرير أيضا «أن خدمات الهاتف الصوتي ونقل المعطيات ستمثل 69.5 في المائة من الدخل الإجمالي القومي خلال 2015، في حين كانت تمثل 67.6 في المائة سنة 2009. وشكلت الخطوط الهاتفية الثابتة نسبة 26.8 في المائة من الدخل الإجمالي القومي سنة 2009، غير أن هذه النسبة ستنخفض إلى 21 في المائة بحلول 2015 على اعتبار أن نمو الهاتف المحمول سيتواصل. وكشفت مجموعة «أوكسفورد بيزنس» عن أن دينامية السوق في طور التحول بالمغرب وخاصة منذ دخول «وانا» إلى السوق واستقطابها لمليون زبون خلال الأشهر الأربعة الأولى من إطلاق خدماتها. وفي على نفس المنوال، ومن جهتها رأت صحيفة «لاتريبين» الفرنسية، أن إمكانات نمو السوق المغربية للاتصالات تثير على نحو متزايد اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب. وأكدت اليومية في مقال تحت عنوان «المنافسة تشتد على السوق المغربية للاتصالات»، أنه «بحلول سنة 2015، فإنه من المتوقع أن تنمو السوق المغربية للاتصالات بأكثر من 3 بالمائة سنويا لتبلغ 5,7 مليار دولار (57 مليار درهم). وهو ما من شأنه أن يثير اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب». وحسب الصحيفة، فإن سوق الاتصالات المغربية، المنفتحة على المنافسة منذ عام 2000، «تستعد لتصير أكثر تنافسية» لا سيما مع قدوم شركة «فرانس تليكوم» التي تساهم بنسبة 40 بالمائة من رأسمال «ميدتيل» ثاني شركة في هذا القطاع بالمغرب. وذكرت الصحيفة أن صندوق الإيداع والتدبير ومجموعة «فايننس كوم» بالمغرب يستحوذان على رصيد رأسمال «ميديتل». كما تتقاسم هذه الأخيرة السوق المغربية للاتصالات مع كل من شركة اتصالات المغرب التاريخية، وهي شركة تابعة لمجموعة فيفندي الفرنسية، وشركة «إنوي»، التي تعتبر ثمرة شراكة بين شركتي «وانا كوربورايت» المغربية و»زين» الكويتية للاتصالات. واعتبرت أن هذا الزخم الجديد الذي يشهده القطاع حاليا «من شأنه أن يكون في صالح السوق برمته». وفي سياق متصل، أبرزت مؤسسة «كانسيل بيراميد ريسيرش»، أن 85 في المائة من سكان المغرب يتوفرون حاليا على هاتف متنقل، وهو المعدل الذي يمكن أن يبلغ 100 بالمائة بحلول سنة 2013». وقد أكدت دراسات دورية وسنوية، لعدد من المنظمات ومراكز البحث أن قطاع الاتصالات بالمغرب شهد قفزة نوعية، ساهمت في تطويره وجعله قاعدة تنافسية، وقبلة مفضلة لمجموعة من المستثمرين الأجانب، خاصة الفرنسيين و الخليجيين.