لبريني: الاعتذار ليس كافيا لأن الأمر يمس سمعة بلادنا ويؤثر على القضية الوطنية قررت جريدة «الأحداث المغربية» وعائلة الراشدي رفع دعويين قضائيتين ضد قناة «أنتينا تريس» الإسبانية على خلفية بثها لصور مذبحة راح ضحيتها أربعة أفراد من عائلة واحدة بالدار البيضاء وزعمت عن سبق إصرار أنها من أحداث العيون الأخيرة، في محاولة للتغليط والتأثير على الرأي العام الإسباني. وأكد محمد البريني مدير تحرير «الأحداث المغربية» أن الجريدة كلفت محامي المؤسسة، محمد كرم لتهييء ملف الدعوى التي تعتزم رفعها أمام القضاء الإسباني، وإجراء الاتصالات اللازمة. معتبرا أن ما أقدمت عليه القناة الإسبانية يمس بالدرجة الأولى كرامة المغرب، ويستهدف تشويه سمعته في المحافل، وأيضا تأليب الرأي العام ضده بالإضافة إلى أن سلوك القناة يضرب في العمق أعراف المهنة الصحفية، ولا يمت بأخلاقياتها بأي صلة كانت. وأردف لبريني، في تصريح لبيان اليوم، إن المطالبة بتعويض مادي عن الضرر الذي تسبب فيه نشر الصور لا يمكن أن يرد الاعتبار لكرامة بلادنا، كما أن اعتذار القناة لمشاهديها عن الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه، على غرار الاعتذار الذي قدمته جريدة «إلباييس» لقرائها لا يكفي لمحو الآثار السيئة التي لحقت بسمعة المغرب. وجاء في افتتاحية الجريدة ليوم أمس أنها ستطالب بيورو رمزي جراء ما لحقها من ضرر في استعمال صورة نشرتها يوم 29 يناير من هذه السنة، وأبرز لبريني أن «المشكل لا يكمن في قيمة التعويض، حتى لو طالبنا بمليار يورو ومنحونا إياها فإن ذلك لا يعادل ما لحق سمعة وكرامة البلاد من ضرر». وأوضح مدير تحرير «الأحداث المغربية» أن القناة الإسبانية، ومعها وسائل إعلام أخرى، زاغت عن الصواب والأخلاق المهنية، ومرغت كرامة شعب ووطن بأكمله، رافضا القبول بأي شكل من أشكال الاعتذار ما لم يقدم إلى الشعب ككل، ورد الاعتبار لكرامته التي مست بسوء. ومن جهته، أعلن عبد الكبير طبيح، محامي عائلة أحمد الراشدي، أنه سيشرع في إجراءات رفع الدعوى القضائية أمام القضاء الإسباني اعتبارا من يوم أمس الاثنين في مواجهة القناة الإيبرية التي استغلت مأساة عائلة مكلومة في فقدان أربعة من أفرادها في الترويج لمزاعم وادعاءات وافتراءات غير واقعية، وإقحامها في حملة مشينة تهدف النيل من سمعة المغرب. وأضاف طبيح، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية مساء أول أمس الأحد، أن العائلة المفجوعة صدمت من إعادة نشر صور تلك الجريمة البشعة، في الوقت الذي تحاول أن تنسى الجراح والآلام التي لحقتها. مشيرا إلى أن القناة تعمدت توظيف الصورة وربطها بأحداث العيون الأخيرة، بدليل أنه مباشرة بعد الصور انتقلت القناة إلى بث صور من تلك الأحداث وكأنها جزء منها. علاوة على ذلك فإن قناة «أنتينا تريس» لم تنسب الصورة إلى أي جهة كانت، وبالتالي فإن المشاهد في أي مكان آخر سيتولد لديه الانطباع أن الصورة فعلا من الأحداث. مؤكدا أن العائلة التي تعلن رفضها استغلال مأساتها لتبرير مواقف سياسية معلنة وغير معلنة، قررت مساءلة القناة وفق قوانين بلدها، وتشريع الاتحاد الأوربي الذي تنتمي إليه. وأعلن عبد الكبير طبيح أن عائلة الراشدي قررت توجيه رسالة إلى العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس تسأله ماذا سيكون شعوره أو موقفه لو أن جريدة مغربية قامت بنشر صور جريمة من جرائم الحق العام بإسبانيا وربطتها بما يقع بإقليم الباسك. وتعتزم العائلة توجيه رسالة مماثلة إلى كل من رئيس الحكومة الإسبانية لويس رودريغيز ثباطيرو، ووزير العدل، وتوجيه مذكرة إلى المدعي العام الإسباني الذي يعود إليه أمر تحريك المتابعة القضائية، وسنرى ما إذا كانت هذه القناة تخضع للقانون أم لا، يقول المحامي طبيح؛ مشددا على اختيار إقامة الدعوى طبقا للقانون الجنائي الإسباني، وليس القانون المدني، لأن الأفعال التي ارتكبتها القناة تدخل في هذا الإطار، مشيرا إلى مقتضيات القانون الجنائي الإسباني المعدل سنة 1996، الذي ينص على أن استعمال صورة تم الحصول عليها بطريقة غير قانونية يعاقب عليه من سنتين إلى خمس سنوات حبسا نافذا. وأشار طبيح إلى أنه في حالة عدم استجابة القضاء الإسباني وإنصافه للعائلة المتضررة سيتم اللجوء إلى المحكمة الأوربية.