وجهت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، نداء إلى المنتظم الدولي العربي والإسلامي والمسيحي، من أجل التدخل بسرعة لإنقاذ ما تبقى من مدينة القدسالمحتلة التي تتعرض بشكل دائم للتهويد وتخريب للمآثر التاريخية والأماكن المقدسة من طرف الاحتلال الإسرائلي. وقال الدكتور حسن خطار الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية في ندوة صحفية عقدها أول أمس بالرباط رفقة حنا عيسى، وكيل الشؤون المسيحية المساعد بوزارة الأوقاف الدينية الفلسطينية، «إن الوضع بالقدس صعب جدا، أتمنى أن تجد هذه الصيحة من الرباط صداها في كل أرجاء العالم». داعيا الدول العربية الغنية إلى دعم الجهود التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس على المستوى الميداني وما تقوم به لجنة القدس على المستوى السياسي. وذكر حسن خطار أن من غير المعقول أن «نعيش في عهد الثراء العربي الفاحش والقدس تعيش في خراب وحال المسجد الأقصى في وضعية يرثى لها» مشيرا إلى أنه لو دفع كل مواطن عربي دولارا واحدا لاستعادت القدس أمجادها، مستغربا كيف أن جمعية يهودية تتولى تهويد القدس تتوفر على ميزانية أكبر من ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية، في الوقت الذي تعيش فيه دولا عربية ثراء فاحشا ولا تساهم في دعم الحفاظ على المدينة المقدسة، وحتى إن فعلت فإن ما تقدمه يخجل الإنسان من ذكره، حسب تعبير الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، الذي أبرز مختلف مناحي التهويد والخراب الذي تتعرض له الأماكن المقدسة سواء المسيحية أو الإسلامية. وأشاد حسن خطار بالدور الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس التي تمكنت من الدخول إلى القدس والعمل بشكل ميداني على مساعدة المقدسيين من خلال مجموعة من المشاريع التي تنجزها الوكالة للحفاظ على المدينة وعلى هوية ساكنتها الذين يعيشون يوميا تحت طائلة التهديد بالطرد والتهجير. وقال المتحدث ذاته «إن هناك تحركا ملموسا لبيت مال القدس، نريده أن يتطور، فنحن نخشى أن يهدم الإنسان العربي في القدس، فهو يتعرض لأزيد من 14 نوعا من الضرائب بالإضافة إلى البطالة» مشيرا إلى أن القدس تحولت إلى مدينة أشباح بسبب إغلاق التجار لمتاجرهم، وهو ما يفرض بحسبه دعم وتعزيز صمود المقدسيين من طرف العالم الإسلامي والعربي، وأن ليس من الأخلاق أن تترك القدس في رقبة المغرب لوحده. وأفاد المتحدث، أن قوات الاحتلال أقدمت على هدم أزيد من 1000 مسجد منذ 1948، كما حولت العديد من المساجد وأماكن العبادة بأراضي 48 إلى مقاهي وأماكن لتربية الأبقار وتناول المخدرات بالإضافة إلى إحراق العديد منها. وأوضح حسن خطار التنكيل الذي يتعرض له المقدسيون بشكل يومي، حيث يمنعون من أداء الصلاة بالحرم الإبراهيمي خاصة الرجال الأقل من 50 سنة والنساء الأقل من 40 سنة كما أن كل من أراد الدخول إلى المسجد عليه المرور عبر جهاز السكانير تماما كما يقع في المطارات. ومن جهته، أكد حنا عيسى وكيل الشؤون المسيحية المساعد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وعضو الهيئة، أن الهجمة التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف تدخل في إطار مخطط إسرائيلي يحاول أن يشرع قوانين جديدة ذات أبعاد خطيرة تتمثل، بالأساس، في إضفاء الطابع اليهودي على الدولة من خلال طرد السكان المقدسيين وإحلال المستوطنين مكانهم. وأضاف أن المخطط الإسرائيلي يهدف، أيضا، إلى فرض قيود مشددة على سكان القدس عبر سحب هوياتهم، وهدم منازلهم، وتطبيق قانون أملاك الغائبين، بالإضافة إلى الإجراءات التي تسعى إلى خنق اقتصاد المقدسيين لدفعهم إلى مغادرة المدينة.