تقام بمدينة الجديدة، ابتداء من أمس الجمعة، وإلى غاية فاتح نونبر القادم،الدورة الأولى للأيام السينمائية الدولية لدكالة، تحت إشراف وإدارة الناقد السينمائي خالد الخضري، وبدعم من المركز السينمائي المغربي وهيئة المحامين وعمالة الجديدة. وتشتمل هذه الأيام على عرض ستة أشرطة سينمائية مقتبسة عن أعمال أدبية: «الأرض» و «اليوم السادس» للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، و الأفلام المغربية «بامو» لإدريس المريني، و» صلاة الغائب « لحميد بناني، و «جارات أبي موسى» لمحمد عبد الرحمان التازي، و « درب مولاي الشريف» لحسن بنجلون، بالإضافة إلى ندوة فكرية حول موضوع:»السينما والأدب»، التي ستخصص جلستها الأولى لمقاربة العلاقة بين الأدب والسينما على المستوى النظري،فيما ستكون الجلسة الثانية تطبيقية، من خلال القيام بقراءة نقدية لمجموعة من الأفلام التي اقتبست من أعمال أدبية. وتتوزع هذه العروض على أربعة فضاءات: قاعة البلدية وحديقة محمد الخامس بمدينة الجديدة ، وقاعة البلدية بمدينة أزمور ، ونادي المحامين بسيدي بوزيد. وبهذه المناسبة، أوضح مدير المهرجان خالد الخضري، لبيان اليوم، أن فكرة تخصيص مهرجان لموضوع السينما والأدب، ظلت تراوده منذ مدة طويلة، مع العلم أنه سبق له أن أصدر كتابا نقديا في أواخر التسعينات، حول موقع الأدب في السينما المغربية،حيث خلص إلى أن هناك قطيعة بين السينمائيين المغاربة وبين الأدب بصفة عامة. ويضيف الخضري في هذا الحوار الخاص ببيان اليوم، أنه بالنظر إلى حضوره لمهرجانات دولية وعربية، لاحظ أن المشاركين، لا بد أن يكون بينهم من اشتغل على عمل أدبي ما، ومما حز في نفسه، أن ساحة النشر ببلادنا تحبل بالنصوص الإبداعية القابلة للتحول إلى السينما، لكن المخرجين السينمائيين المغاربة لم يلتفتوا إليها، إلا في ما ندر، مذكرا بهذا الصدد أن الفيلموغرافية المغربية تضم ما يفوق مائتي شريط سينمائي طويل، غير أن عشرة أفلام فقط، هي التي اشتغلت على نصوص أدبية، وهذه علاقة شائنة. ويوضح الخضري كذلك، أن ذلك نتيجة طبيعية لوضع غير طبيعي، حيث أنه قلما نجد أدباء مغاربة في تظاهرات سينمائية، كما أنه يستحيل في كثير من الأحيان الالتقاء بسينمائيين في ملتقيات أدبية، مع أن أغلب النقاد السينمائيين، هم قادمون من حقل الأدب. وعلق على كل ذلك بالقول إن المخرجين السينمائيين في واد، والأدباء في واد آخر. وحول ما يصبو إليه من تنظيم، هذه الأيام السينمائية بمدينة الجديدة، أكد الخضري على أنه يطمح إلى تحقيق إشعاع ثقافي لهذه المدينة السياحية التي يحبها ويعشقها، والتي ما فتئت تتوسع عمرانيا، وبالتالي فهي تستحق أن يكون لها مهرجان سينمائي خاص بها، على غرار المدن المغربية الأخرى.