أوضحت مجموعة «أوكسفورد بيزنيس غروب»، وهي مجموعة التفكير البريطانية، أن الاتفاق الذي يزيل كافة الحواجز بين الخطوط الجوية، يعد أول اتفاق من نوعه يوقعه الاتحاد الأوروبي مع بلد غير عضو في الاتحاد، مؤكدة أن توقيع هذا الاتفاق مكن من دخول سلسلة جديدة من شركات الطيران إلى السوق المغربية خلال الثلاث سنوات الماضية، ومن بينها «ريانير» شركة الطيران الإيرلندية ذات التكلفة المنخفضة، والتي قدمت خدمة جديدة تتمثل في الخط الجديد بين إيديمبورغ ومراكش ابتداء من ماي 2010. وتلت هذه الخطوة، عرض آخر لشركة الطيران ذات التكلفة المنخفضة بالمملكة المتحدة «إيزي دجيت» يتمثل في وضع خط جديد يربط فاس بباريس في نونبر 2010، في الوقت الذي تؤمن فيه هذه الشركة رحلات جوية نحو الدار البيضاء ومراكش وطنجة وأكادير. وأبرزت المجموعة الطفرة المهمة التي يشهدها حاليا قطاع الطيران بالمغرب بفضل مختلف المبادرات التي أطلقتها الحكومة في هذا الميدان. وأوضحت المجموعة في تحليل لها أن ارتفاع عدد السياح الوافدين على المغرب والخطوط الجوية الجديدة التي تربط المملكة بأوروبا يظهر أن قطاع الطيران بالمغرب، الذي استفاد من مبادرات حكومية في مجال توسيع المطارات والتفاوض حول نظام «السماء المفتوحة»، يشهد طفرة مهمة. وأضاف المصدر ذاته، أن المطارات المغربية عرفت خلال شهر يوليوز لوحده توافد مليون و590 ألف مسافر، مبرزا أن مدينة الدارالبيضاء أضحت محطة رئيسية. وأشارت إلى أن مدينتي طنجة والناظور عرفتا نموا على مستوى عدد المسافرين بنسبة 37.3 و21.8 في المائة على التوالي، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، كما أن مدينة فاس عرفت بدورها ارتفاعا في عدد الوافدين بنسبة 39.2 في المائة. وبعد أن توقفت عند الظرفية الصعبة التي شهدها مجال الطيران الدولي وخاصة بسبب سحابة الرماد البركاني بآيسلندا وانخفاض الطلب العالمي للمسافرين سنة 2009 بنسبة 3.5 في المائة، سجلت مجموعة التفكير البريطانية أن «المغرب شكل استثناء خلال هذه الظرفية، حيث أن عدد السياح الوافدين على المملكة لم يتوان في الارتفاع منذ سنة 2007». وقد ساهمت المبادرات الحكومية الرامية إلى تطوير البنية التحتية المرتبطة بمجال الطيران والرفع من عدد السياح, بشكل كبير في تحقيق هذا المؤشر الايجابي. وذكر المصدر ذاته أن الحكومة قامت ما بين سنتي 2005 و2008 باستثمار 670 مليون أورو في إطار استراتيجية تهدف تحديث وتوسيع 12 مطارا بالبلاد. ومن بين الأشغال المنجزة، هناك تجديد مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء بمبلغ اجمالي يصل إلى 173 مليون أورو، والذي تضاعفت طاقته الاستيعابية السنوية لتبلغ 8 ملايين مسافر، إلى جانب تحسين محطات جوية وتوسيع مدرجات مطارات طنجة والحسيمة والصويرة والرشيدية والداخلة ومراكش. ولاحظت مجموعة التفكير، أن المملكة أصبحت منذ بضع سنوات مركزا للمناولة الصناعية بالنسبة للمقاولات الاوربية المتخصصة في مجال صناعة الطيران. أن القطاع يشغل حاليا حوالي 7000 شخصا ب90 شركة يبلغ حجم صادراتها 520 مليون أورو. وأوضحت مجموعة التفكير أن الحكومة كانت قد تعهدت بإعفاء الشركات من الضرائب لمدة خمس سنوات، وأن تتحمل جزءا من تكاليف التكوين التقني للموارد المشرية، وخلق أو توسيع مناطق جديدة صناعية متخصصة في مجال الطيران، كالنواصر المتواجدة بالقرب من المطار الدولي بالدار البيضاء. وذكرت في هذا السياق أن وزارة الصناعة والتجارة التكنولوجيات الحديثة ووزارة الاقتصاد والمالية قد وقعتا هذه السنة عقدا مع (زودياك أيروسباس- المغرب) تبلغ قيمته 12 مليون أورو، للبحث عن التجهيزات في مجال الطيران وإنتاجها.