تعرض بموسكو خلال الشهر الجاري مسرحية «توراندوت»، وهي تجربة فريدة تجمع بين إبداع الإيطالي كارلو غوتسي ورواية الكاتب الروسي العالمي فيودور دوستويفسكي. وقد شهد مسرح بوشكين الدرامي في موسكو بداية الأسبوع الجاري العرض الأول لمسرحية «توراندوت» من إخراج قسطنطين بوغومولوف الذي يعد أحد الرواد المسرحيين الروس، حيث جمع في عمله الجديد عناصر من مسرحية «برينسيبيسا توراندوت « (الأميرة توراندوت) للكاتب الإيطالي كارلو غوتسي ورواية «إديوت» (الأبله) من تأليف الكاتب الروسي دوستويفسكي. ووجد مخرج المسرحية في كل من المؤلفين الإيطالي والروسي، مواقف وأبطالا ذوي صفات متشابهة، مثل الشعور بالوحدة والرغبة في لقاء شخص قريب ومتعاطف، ناهيك عن القدرة على الحب المخلص والاستعداد للتضحية حتى الموت. وتتطرق مسرحية «توراندوت» إلى قضايا ومشاكل لا تزال حيوية في كل مكان وزمان، فهذا العمل الفني وإن كان لا يعطي أجوبة جاهزة للمشاكل المجتمعية الآنية فإنه يسلط الضوء على عدد من القضايا والمواقف ليمكن المجتمع من تحليلها والإحاطة بها وإيجاد بدائل لها والحلول الممكنة لتجاوزها. وتبرز رواية «الأبله» لدوستويفسكي عمق العلاقات الإنسانية والخير الذي يملأ فكر دوستويفسكي وأسلوبه المتمكن في السيطرة على الصراعات ومواجهة التحديات والحالات الصعبة وصموده أثناء النكسات والنكبات. فيما تروي مسرحية «الأميرة توراندوت»، المقتبسة عن إحدى أساطير ألف ليلة وليلة، حكاية إبنة إمبراطور الصين في القرون الوسطى الرائعة الجمال التي تضع شرطا تعجيزيا للزواج بها ومن يفشل في ذلك يكون مصيره الموت.