أكد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الأزمة الاقتصادية العالمية والظرفية الاقتصادية الوطنية، لن يكون لهما أي تأثير على التزامات المغرب بخصوص تحقيق أهداف الألفية للتنمية. وقال الناصري خلال ندوة صحفية نظمتها هيئة الأممالمتحدة بالمغرب بشراكة مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون ووزارة الاتصال أول أمس بالرباط، لإعطاء الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية حول الأهداف الإنمائية للألفية 8/8، «إن القانون المالي لسنة 2011 لن يعرف أي مساس في المصاريف المخصصة للاستثمار العمومي والمشاريع ذات البعد الاجتماعي». وفي ذات السياق قالت لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه «من غير المقبول أخلاقيا ولا سياسيا التحجج بالأزمة الاقتصادية العالمية للتملص من الالتزامات» مؤكدة على أن المغرب ملتزم بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، وهو ما أكده صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك شهر شتنبر الماضي، والذي أبرز من خلاله التزام المغرب بالأهداف الإنمائية للألفية كما حددتها الأممالمتحدة. وذكرت أخرباش أن المنتظم الدولي خاصة الدول الكبرى لم تلتزم في غالبيتها بالوعود التي قطعتها على نفسها والمتمثلة في تخصيص 0،1% من الناتج الداخلي الخام لفائدة صندوق الأممالمتحدة الإنمائي، مشيرة إلى أن غالبية الدول لم تف بالتزاماتها تحت مبرر الأزمة الاقتصادية العالمية، وأبرزت أن تحقيق أهداف الألفية يتطلب تضامنا بين الشمال والجنوب وتضامنا اجتماعيا داخليا ودوليا وبين الأجيال، وهو ما يقتضي، حسب الوزيرة، تجديد التزام المنتظم الدولي بالعمل على مستوى المساعدة في التنمية وإصلاح الحكامة العالمية والبحث عن تمويلات جديدة ومبتكرة، مشيرة إلى أن المغرب جعل من تحقيق أهداف الألفية للتنمية على رأس أولوياته الوطنية على الخصوص من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي ذات السياق، ذكر خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مسار تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وأن الالتزام الحالي ما هو إلا تجديد التأكيد على انخراط المغرب في هذا المسار، مذكرا في هذا الصدد بالتقدم الذي أحرزه المغرب في مجالات القضاء على الفقر وتعميم التمدرس وصحة الأم والطفل، مبرزا أهمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في محاربة الهشاشة الاجتماعية في كل تجلياتها. لكن رغم ذلك يضيف الناصري، فإن ما تحقق لا يرقى إلى مستوى التطلعات، وأن ما ينتظر المغرب هو أكثر مما تحقق. من جهته، ذكر برونو بويزات، منسق برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب، أن برنامج أهداف الألفية الإنمائي، تعاقد دولي من قبل 191 دولة، لتحقيق ثمانية أهداف إلى غاية 2015، مبرزا أن البرنامج الإنمائي انطلق سنة 2000، مؤكدا أن الانطلاقة الإعلامية التوعوية، تتم وفق شراكة بين الحكومة، وجمعيات المجتمع المدني، وسفراء النوايا الحسنة للأمم المتحدة. ومن جهة أخرى، عبر كل من الفنان رشيد الوالي، وحنان الفاضلي، والمجموعة الغنائية أشكاين عن انخراطهم في هذه الحملة الوطنية للتعريف بأهداف الألفية الإنمائي، من خلال تقديم وصلات إشهارية في مختلف القنوات العمومية والإذاعات الخاصة. نشير إلى أن هذه الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية تحقيق أهداف الألفية الإنمائية، والتي انطلقت أول أمس بالرباط تهم تحقيق ثمانية أهداف رئيسية، وهي القضاء على الفقر المدقع، وتحقيق تعميم التمدرس الإبتدائي، وتخفيض نسبة وفيات الأطفال عند الولادة، ومكافحة الأمراض المتنقلة مثل الأيدز، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وكفالة الاستدامة البيئية، وتحسين الصحة الإنجابية، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية.