شكلت البداية المتعثرة لكل من الوداد والرجاء البيضاويين، سواء بمنافسات كأس العرش أو البطولة الوطنية لموسم 2010 2011، مفاجأة الموسم الجديد بامتياز. فقد تم إقصاء الناديين بتصفيات الكأس، الأول بميدانه أمام النادي القنيطري وبحصة عريضة 1-4، والثاني أمام شباب المحمدية بميدانه كذلك، عن طريق الضربات الترجيحية. أما بلقاءات البطولة، فالحال لم يكن أحسن حال، ذلك أن الوداد فاز خلال الدورة الأولى بتطوان بهدف لصفر دون أن يقنع بأدائه محبيه الكثر، مع العلم أن الفريق المحلي أضاع العديد من الفرص السهلة والسانحة للتسجيل، ليتواضع مرة أخرى بالدارالبيضاء، حيث عجز عن تحقيق أكثر من التعادل السلبي، الشيء الذي أدى إلى اندلاع أحداث شغب واعتداءات تسبب فيها بعض المتعصبين من جمهوره. فريق الرجاء، وبعد أن حقق الفوز في أول دورة على حساب الفريق الصاعد شباب الحسيمة، تواضع بالعيون حيث حصد الهزيمة أمام شباب آخر، ألا وهو شباب المسيرة، مما فجر غضبا عارما وسط محبيه المنتشرين عبر جل المدن المغربية، الذين رفعوا شعار المطالبة بإدخال تغييرات جوهرية على تركيبته، بما في ذلك الطاقم التقني. ويعود الاهتمام بنتائج وأخبار الناديين معا، للمكانة التي يحتلانها داخل خريطة الرياضة الوطنية بصفة عامة، اهتمام ليس فقط من طرف جمهورهما العريض، لكن كذلك من مختلف الأوساط الرياضية التي ترى في الناديين الكبيرين، بالإضافة إلى الجيش الملكي، البوابة التي يمكن من خلالها الإطلالة على الواجهة القارية والدولية. فريقا الوداد والرجاء سيمثلان كرة القدم المغربية بعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، بحكم أن الفريق الأحمر هو الفائز باللقب، في حين احتل الفريق الأخضر المرتبة الثانية، بعد صراع كبير لم يعرف نهايته إلا خلال الدقائق الأخيرة من عمر البطولة. وتعتبر عصبة الأبطال المنافسة الأهم على الصعيد القاري، لكن وللأسف يسجل غياب مستمر عن مراحلها المتقدمة، حيث يكون الإقصاء المبكر للأندية المغربية، إذ يعود آخر إنجاز تم تحقيقه لسنة 1999، بعدما تمكنت الرجاء من العودة بالكأس من قلب العاصمة التونسية، على حساب الترجي التونسي بملعب المنزه. أما الوداد فيعود تتويجه الأول والأخير حتى الآن لسنة 1992 أمام الهلال السوداني، بفضل الجيل الذهبي الذي كان يقوده باقتدار كل من فخر الدين، رشيد الداودي، موسى نداو، لحسن أبرامي واللائحة طويلة... منذ ذلك الحين سجل غياب مغربي مهول عن أهم حدث قاري خاصة بالأندية، هذه التظاهرة التي تؤهل مباشرة لكأس القارات، و تجمع سنويا صفوة كرة القدم العالمية، في موعد يشد الأنظار عبر كل بقاع العالم. هذا الموسم، وفي الوقت التي تستعد فيه كرة القدم المغربية دخول عالم الاحتراف، كما تشترط ذلك أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفي الوقت الذي صرفت الوداد والرجاء معا، مبالغ مهمة من أجل جلب لاعبين جاهزين من الداخل والخارج، سجلت انطلاقة ضعيفة لقطبي كرة القدم الوطنية، أمام فرق تجمع بالكاد شتاتها، مما يطرح مخاوف عديدة حول إمكانياتهما للمنافسة بقوة حول اللقب القاري، الذي يعرف سيطرة قوية لأندية شمال إفريقيا وبصفة خاصة، تلك المنتمية لتونس ومصر. المنتظر، هو أن تتجاوز الأندية المغربية الكبرى عثراتها، وأن تتمكن من استجماع قواها حتى تحصن ذاتها من الهزات والحالات الطارئة، لتصبح مؤهلة أكثر لمنافسة كبار القارة على الألقاب الإفريقية، وإلا ما الفائدة من التصارع بقوة بالداخل، والتواضع كل ما توجهنا نحو الخارج؟...