توقيع اتفاقية مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة بالدار البيضاء ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة بالدار البيضاء، مراسم التوقيع على اتفاقية تتعلق بأشغال التأهيل الحضري للمدينة العتيقة، والتي يتطلب تمويل الشطر الأول منها استثمارات بقيمة 300 مليون درهم. ويهدف المشروع إلى تأهيل وإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة بالدار البيضاء وإنجاز برنامج عمل استعجالي يروم بالأساس تأهيل المساكن وتحسين ظروف عيش السكان وإبراز المعالم التاريخية للمدينة العتيقة، وتأهيلها وجعلها وجهة أكثر جاذبية واستقطابا للسياح المغاربة والأجانب على السواء، نظرا لما تزخر به من معالم أثرية وتاريخية وحضارية يجب الحفاظ عليها. وسيتم إنجاز هذا المشروع، الذي تشرف عليه الوكالة الحضرية للدار البيضاء، على ثلاثة أشطر، حيث يتضمن الشطر الأول مجموعة من العمليات الاستعجالية تشمل صيانة البنايات الآيلة للسقوط بعد تحديدها وإحصائها، وتأهيل المنشآت والبنيات التحتية العمومية (الطرق والأزقة ومختلف شبكات التطهير والماء الصالح للشرب والإنارة العمومية)، وتهيئة الساحات والمساحات الخضراء. كما يشمل هذا الشطر الذي سيتم إنجازه خلال الفترة ما بين 2011 و2013, تأهيل التجهيزات العمومية (المدارس، أماكن العبادة، المراكز السوسيو تربوية وإحداث تجهيزات للقرب)، وترميم الأسوار والأبواب، وترحيل وإجلاء 200 أسرة من قاطني دور الصفيح والمحتلين لتجهيزات ومرافق عمومية. ويهم الشطر الثاني من المشروع إنجاز بحث حول وضعية العقار ومشاكل التسجيل، والقيام بالتشخيصات والدراسات التقنية لجميع البنايات الآيلة للسقوط، فيما يشمل الشطر الثالث تحديد وإعادة تأهيل وتثمين المنشآت والبنايات ذات القيمة المعمارية والأثرية الكبيرة. وقع اتفاقية التأهيل الحضري للمدينة العتيقة، الطيب الشرقاوي وزير الداخلية وصلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية ومحمد الأوزاعي العامل المدير العام للوكالة الحضرية للدار البيضاء وعبد الواحد القباج رئيس اللجنة الجماعية لإدارة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. إثر ذلك قام جلالة الملك بجولة عبر أزقة المدينة العتيقة بالدار البيضاء، مشيا على الأقدام، حيث خصصت الجماهير الغفيرة من السكان والتجار والحرفيين الذين احتشدوا عبر مختلف الأزقة والدروب، استقبالا حارا لجلالة الملك، هاتفين بحياة جلالته ومباركين خطواته الميمونة وزيارته المباركة للمدينة والتي تحمل في طياتها مشاريع الرفاه والنمو. وخلال هذه الجولة، التي شملت على الخصوص أزقة البحرية والعبيدي علي المعروفي وطنجة، قام جلالة الملك بزيارة لمقر المدرسة العبدلاوية (مدرسة حرة تأسست سنة 1942)، ودار الإقامة سابقا، التي استعملت كمقر تابع للإقامة العامة وسكن وظيفي للمراقب المدني في فترة الحماية، قبل أن تتحول بعد الاستقلال إلى مقر نقابي، والمعبد اليهودي التودغي الذي تأسس عام 1929 ولم يعد يحتضن أي نشاط ديني حاليا. كما زار جلالة الملك الكنيسة الإسبانية سابقا (تأسست سنة 1890 ولم تعد تحتضن أي نشاط ديني منذ 1968)، وفندق اللبادي الذي يعد من أقدم الفنادق بالمدينة العتيقة، ومقر السقالا التي شيدت سنة 1790 من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله لحماية المدينة من هجمات البحرية.