أسدل الستار، مساء السبت الماضي، على الدورة الثانية لتظاهرة موسيقى إفريقيا والشرق الأوسط "فيزا فور ميوزيك"، بحفل موسيقي أحيته ثلة من الفنانين والفرق من المغرب والخارج. فعلى خشبة مسرح محمد الخامس، افتتحت الأمسية الختامية بحفل أحيته المغنية المغربية-التونسية، نادية خالص، التي أمتعت الجمهور بعرض موسيقي ثلاثي، حيث رفقها عازفان على القانون والإيقاع، والتي أطربت الحضور بصوتها الشجي وأدائها المرهف. كما قدم الموسيقي المغربي علي فايق لونا موسيقيا استوحاه من فن "الروايس" الذي تشتهر به منطقة سوس، ومزجه بطريقة سلسة بأنغام عصرية. ومن بين أقوى لحظات هذه الأمسية، الأداء الممتع لعازف الساكسفون التركي إلهان إرساهين، الذي نجح في جذب انتباه الجمهور بعد ما أبدع في المزج بين ألوان موسيقية متنوعة، مثل موسيقى الروك الإلكترونية والفونك والورلد . ليأتي بعد ذلك دور الفرقة الموسيقية المصرية (إيجيبشن بروجيكت) التي تمزج بين الموسيقى الشرقية والإلكترونية والهيب هوب، حيث سافرت بالجمهور إلى عوالم الموسيقي التقليدية المصرية، التي تجمع بين إيقاعات نهر النيل ومدينة القاهرة والإيقاعات الإلكترونية والموسيقى الكلاسيكية. وفي ختام هذه الأمسية، أبدعت الفرقة الأردنية "اتوستراد" في المزج بين ألوان غنائية، شرقية وغربية، بأداء أغان تنشد الحرية والتمرد. وفي قاعة النهضة، استمتع الجمهور بأغاني الفرقة الموسيقية السويدية "طاراباند" والجزائريين سيدي بيمول وفرقة طوارق كيل آسوف (بلجيكا- النيجر) ومغنيي الروك الفلسطينيين (إلكونتينر باند) ومغني الروك المغربي جبارة، فضلا عن فرقة مازاغان التي رافقها المغني حميد الحضري. وأعرب المدير المؤسس لتظاهرة موسيقى بدون تأشيرة، إبراهيم المزند، عن "انبهاره بعدد المهنيين الذين حضروا هذه السنة فعاليات التظاهرة، والجودة الملحوظة للعروض التي قدمها الفنانون الذين شاركوا في هذه الدورة". كما عبر عن سعادته لكون "أزيد من 70 بلدا شارك في هذه الدورة"، مبرزا أن هذا المشروع يؤكد "ريادة المغرب في مجال تنظيم تظاهرات دولية، ولكن أيضا قدرته على جمع مهنيين من مختلف أنحاء العالم". وتميزت الدورة الثانية لموسيقى بدون تأشيرة بتنظيم سلسلة من التظاهرات، منها ندوات ودورات تكوينية، وعرض أشرطة وثائقية، وحوالي أربعين منبر عرض للتعريف بفنانين ومواهب صاعدة من المغرب والمغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وجزر الكاريبي ومن باقي بقاع العالم. كما تميزت بتكريم ثلاث تشكيلات موسيقية، فضلا عن تسليم جائزة المجلس الدولي للموسيقى من أجل النهوض بالحقوق الموسيقية، لكل من "جمعية الكورال الأوروبية- أوروبا كانطاط" و""كورال فيحا". وتجدر الإشارة إلى أن تظاهرة موسيقى بدون تأشيرة، التي تنظمها مؤسسة "أنيا"، بشراكة مع وزارة الثقافة ومؤسسة "هبة" تروم خلق أجواء فنية تضفي مسحة الإبداع والمهنية على القطاع الثقافي والفني. كما تشكل وسيلة لتشجيع الصناعة الثقافية والإبداعية في المناطق المعنية من العالم حتى تتمكن من خلق دينامية اقتصادية خاصة بها.