افتتحت، أمس الخميس بنيودلهي، أشغال القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا 2015، على مستوى قادة الدول والحكومات، بحضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي مستهل حفل افتتاح هذا الاجتماع الرفيع، أخذت لصاحب الجلالة الملك محمد السادس صورة تذكارية مع قادة الدول والحكومات المشاركة، قبل أن يتابع جلالته عروضا فنية تخلد للشراكة التاريخية والمتميزة القائمة بين الهند وإفريقيا. وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، قال الوزير الأول الهندي، ناريندرا مودي، إن الشراكة الاستراتيجية بين الهند وإفريقيا تتجاوز الانشغالات والمنافع الاقتصادية، وإنما تقوم على الروابط العاطفية وروح التضامن التي تجمعهما. واعتبر مودي هذه القمة "وعدا جديدا" يستحضر ذاكرة النضال المشترك من أجل بناء مستقبل مشرق للهند وإفريقيا، موضحا أن الحضور الهام لقادة ورؤساء الحكومات الإفريقية يعد دليلا قويا على الالتزام بالوفاء بهذا الوعد. ومن أجل تعزيز الشراكة مع البلدان الإفريقية، أعلن الوزير الأول الهندي عن تخصيص بلاده لقروض ميسرة بقيمة 10 ملايير دولار خلال السنوات الخمس القادمة، مضيفا أن نيودلهي تعتزم أيضا تقديم منح مساعدة لدول القارة بقيمة 600 مليون دولار. كما وعد بتخصيص 50 ألف منحة دراسية للطلبة الأفارقة بالهند خلال الفترة ذاتها، وتوسيع برامج الهند الموجهة لتطوير القدرات والمهارات والتدريب والتعليم بالقارة، مؤكدا أن الهند تعتزم أيضا وضع خبراتها في مجالي الرعاية الصحية والتكنولوجيا رهن إشارة الدول الإفريقية. وأعرب عن ارتياحه لنتائج التعاون الهندي الإفريقي، مبرزا أنه في ظرف أقل من عقد من الزمن، تضاعف حجم المبادلات التجارية بين الهند وإفريقيا ليحقق 70 مليار دولار. وبخصوص إشكالية تغيرات المناخ، أبرز أن الهند انخرطت بشكل إرادي في مواجهة آثارها السلبية، من خلال تبني مشروع لإنتاج 157 جيغاواط إضافية من الطاقات المتجددة بحلول سنة 2022، وتقليص الانبعاثات الغازية ما بين 33 و35 في المائة بحلول سنة 2030. وعبر عن تطلع نيودلهي للتوصل إلى نتائج شاملة وملموسة خلال المؤتمر العالمي حول المناخ بباريس في دجنبر المقبل، ترتكز على المبادئ المنصوص عليها في الاتفاقية الأممية حول التغير المناخي. أما في ما يتصل بإصلاح منظمة الأممالمتحدة، شدد الوزير الأول الهندي على أنه في الوقت الذي يعرف فيه العالم تحولات كبيرة وسريعة في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والأمنية، مازالت مؤسسات الحكامة العالمية "تعكس واقع القرن الماضي". وعلى الصعيد الأمني، حذر السيد مودي من تصاعد العنف ومظاهر عدم الاستقرار في العالم، داعيا إلى تعميق التعاون في هذا المجال، وبلورة معاهدة شاملة حول الإرهاب الدولي. من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الإفريقية، نكوسازانا دلاميني زوما، إن بوسع الشراكة بين الهند وإفريقيا توفير ظروف عيش كريم لملايين الهنود والأفارقة، وذلك من خلال تركيز الجهود على التعليم والصحة وتمكين المرأة. وأشارت زوما إلى أنه على الرغم من تباطؤ الاقتصادي العالمي، فإن إفريقيا لا تزال تمنح فرصا كبيرة للاستثمار مع عوائد مضمونة، وذلك بالنظر لفتوة ساكنتها وتوسع مجالها الحضري المتسارع واتساع طبقتها المتوسطة. وأعربت عن أملها في أن يحقق مؤتمر باريس حول المناخ إجماعا من أجل التصدي لهذا التحدي الملح. وتعرف القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا 2015، المقامة من 26 إلى 29 أكتوبر الجاري، تحت شعار "شركاء في التقدم: نحو جدول أعمال إنمائي فارق وفعال"، مشاركة أزيد من 50 دولة إفريقية.