حسب الوكالة الوطنية لمحو الأمية بعد مرور أزيد من عقد على إطلاق مسيرة النور لمحاربة الأمية، ومع افتتاح التسجيل في أقسام محو الأمية الذي يتزامن مع اليوم الوطني لمحو الأمية (13 أكتوبر)، لا يزال الرفع من عدد المستفيدين هاجسا مؤرقا بالنسبة للمغرب مادام بلوغ هدف محو الأمية في أفق 2024 رهين باستفادة مليوني شخص سنويا حسب الوكالة الوطنية لمحو الأمية. ولقد مكنت الجهود الحثيثة التي بذلت في إطار الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، من تراوح عدد المستفيدين من برامج محو الأمية سنويا ما بين 600 ألف و750 ألف مستفيد. وشكلت النساء 89 في مائة من عدد المستفيدين من هذه البرامج التي تولي أهمية قصوى لتحرير النساء من قيود الجهل والأمية التي تعد عائقا أمام تحقيق التنمية. وكان المغرب قد سجل من خلال برامج محاربة الأمية رقما قياسيا خلال الموسم القرائي 2013/2012 حيث بلغ عدد المستفيدين 763 ألف، وهي الحصيلة التي وصفها جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش ليوم 30 يوليوز 2013 ب "غير المسبوقة". وتقديرا لما تم إنجازه على مستوى برامج محو الأمية وما بعد محو الأمية، منحت منظمة اليونسكو ميزة الشرف لجائزة "كونفوشيوس" لمحو الأمية برسم سنة 2012 لمديرية محاربة الأمية. وتؤكد رجاء محمد السعيد، رئيسة قسم التواصل بالوكالة في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تحقيق هدف القضاء على الأمية في أفق 2024، يتطلب توفير ألف درهم سنويا للشخص الواحد، أي ملياري درهم على مدى 10 سنوات مما يستدعي البحث عن موارد لتمويل البرامج وتطوير التعاون الدولي الثنائي ومتعدد الأطراف. وأشارت إلى أن عدد المستفيدين من برامج محو الأمية برسم سنة موسم 2014/2015 بلغ 745 ألف و 363 مستفيدة ومستفيد، مقابل 616 418 سنة 2013/2014، مسجلا ارتفاعا بأزيد من 20,9 في المائة. وسجل عدد المستفيدين من برامج ما بعد محو الأمية بدوره ارتفاعا من 25 ألف سنة 2012-2013 إلى 72 ألف 772مستفيدة ومستفيد برسم الموسم 2014-2015 وذلك في اتجاه التعميم التدريجي لهذا البرنامج باعتباره المساعد الأساسي في تقليص نسب الارتداد إلى الأمية. كما أبرمت الوكالة، حسب المسؤولة، ألف و616 اتفاقية شراكة مع مختلف الشركاء سنة 2014-2015 مقابل ألف و180 اتفاقية سنة 2013-2014، بارتفاع بنسبة 36,9 في المائة. وأضافت أنه تم توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة الصناعة لفائدة ألفي صانع سنة 2014-2015 مقابل أربعة آلاف و400 صانع سنة 2015-2016. وعلى مستوى تكوين المتدخلين في برامج محو الأمية، أبرزت السعيد أن الوكالة قامت بتكوين سبعة آلاف و200 مكون. وأشارت إلى أن الوكالة أعدت خريطة توقعية ستقدمها للمجلس الإداري للوكالة قصد المصادقة عليها بداية نونبر المقبل، والتي تتضمن مضاعفة الجهود التي بذلت هذه السنة على صعيد المسجلين في برامج محو الأمية. كما تعمل الوكالة على تعزيز قدرات المتحررين والمتحررات من الأمية من خلال برامج التأهيل المهني بغية تمكينهم من الإدماج الاقتصادي والاجتماعي حتى لا يرتدوا إلى الأمية، وذلك من خلال ربط عمليات محو الأمية بالمشاريع المدرة للدخل ومحاربة الفقر. وبالرغم من الانجازات الهامة التي تم انجازها، نبهت السعيد إلى العديد من الاكراهات التي تواجهها الوكالة على مستوى الوسائل المادية والموارد البشرية، داعية في هذا الإطار إلى ضرورة مأسسة هذه الهيئة التي أخذت على عاتقها رفع رهان محاربة الأمية التي تظل جاثمة على صدور عشرة ملايين مغربي. وشددت أيضا على أهمية إشراك جميع الوزارات، فضلا عن وزارة الأوقاف والشؤون، وكذا المجالس الجهوية، مع إدراج برامج محو الأمية ضمن مخططاتها وتخصيص ميزانية خاصة لها، مبرزة أن مسيرة القضاء على الأمية تتطلب رؤية شمولية وإرادة مجتمعية قوية وتنسيقا محكما للجهود.