نبيل بنعبد الله: المدن الذكية ضرورة وليست ترفا تدبير خدمات المدن رقميا على أساس صفر ورقة كنزة كباربرا المديرة التنفيذية للمؤتمر الدولي للمدن الذكية:مفهوم المدن الذكية وسيلة لتهيئة مدن الغد من أجل رفع تحدي المعاصرة والمنافسة أكد نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة أن تسريع التحول الذكي للمدن بات أمرا حتميا وذلك من أجل استدراك المسافة التي قطعتها بعض الحواضر العالمية في هذا المجال، حيث أن أغلب الخدمات المرفقية داخل المدينة سواء الإدارية منها، أو حركة النقل واقتصاد الطاقة، واستعمال الطاقات المتجددة وتدبير الإنارة والمياه والخدمات الاجتماعية خاصة الصحة، والولوج للسكن.. أصبحت تعتمد التقنيات الحديثة في تدبيرها وتسييرها. تأكيد بنعبد الله جاء خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس الأربعاء بمقر وزارته خصصت للإعلان عن احتضان المغرب الدورة الثانية للمؤتمر الدولي للمدن الذكية بشمال إفريقيا، والذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وبتعاون بين وزارة السكنى وسياسة المدنية وجمعية المدن الذكية بشمال إفريقيا، وذلك يومي 6 و7 أكتوبر الجاري بمدينة الصخيرات، وقال الوزير موضحا في هذا الصدد "إن الوقت لم يعد مسموحا للانتظارية في مجال التحول الذكي للمدن، أو القول بالاكتفاء بحلول ترقيعية إلى حين توفر الظروف، فالتحول الذكي للمدن ليس ترفا بل حاجة ملحة وضرورية ويهم كل مناحي الحياة وهو يعني اللجوء إلى استعمال التكنولوجيات الحديثة في تدبير شؤون الحواضر، في الجانب المتعلق بالولوج للخدمات الإدارية، وخدمات النقل والتوسع الحضري للمدن بما يشمله من عنصر الولوج للسكن، والتدبير الرقمي للمياه والإنارة، بل ويمتد إلى الخدمات الثقافية. ونبه الوزير خلال هذه الندوة التي حضرها كل من الرئيس المدير العام لمجموعة العمران بدر الكانوني، وعدد من المدراء بوزارة السكنى وسياسة المدينة، إلى المنافع التي ستحصدها المدن عبر تسريع انخراطها في مشاريع التحول للمدن الذكية، سواء على مستوى الحكامة أو خفض التكلفة بل وتحقيق دمقرطة الولوج إلى مختلف الخدمات، بل وما يعنيه ذلك من تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة، وجعل تلك الحواضر مركز جذب للاستثمارات، مؤكدا على أن استعمال هذا النوع من المقاربات في تدبير شؤون المدن من شأنه أن يمكن حواضر المغرب من اللحاق بالمدن العالمية الحديثة، والتي يتم فيها تدبير الخدمات رقميا أي تقدم على أساس صفر ورقة". وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب بالرغم من أنه حديث العهد بالولوج بالتحول الذكي للمدن، فإنه انخرط بشكل جدي وحثيث في هذه المشاريع، حيث تعمل مؤسسة العمران على تنفيذ ذلك خاصة بالمدن الناشئة الجديدة، كتنمصورت، وتماسنا، وحتى على مستوى بعض الأقطاب الحضرية، "فلا أتصور أن لا يتم تسريع الخطى بمدن كالدار البيضاء، الرباط وسلا، طنجة، تطوان وفاس ومراكش وغيرها في توسيع رقمنة الخدمات التي شرع فيها في عدد من القطاعات والمؤسسات"، يقول بنعبد الله. وأعلن الوزير أن رهان تسريع الانخراط في مشاريع التحول الذكي للمدن معقود على المجالس المنتخبة، خاصة المنتخبين المنتمين للأحزاب السياسية الذين يمتلكون كفاءات عالية ونظرة استشرافية وتصورا على هذا المستوى، مشددا على أن سياسة المدينة التي تتبناها وزارته تروم إلى جعل المدن مجالات حضرية مندمجة مهيكلة. واعتبر أن تنظيم هذا المؤتمر في دورته الثانية بالمغرب تحت شعار "الحكامة، الإبداع الرقمي والمجتمع، أي تحديات لانتقالية مستدامة"، سيكون فرصة للتعرف على التجارب التي سيتم عرضها خلاله والتي تخص بعض الحواضر العالمية التي دخلت مبكرا عهد استعمال التقنيات الحديثة في تدبير شؤونها والخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين. ومن جانبها أوضحت كنزة كباربرا، المديرة التنفيذية للمؤتمر الدولي للمدن الذكية، إلى أن هذا اللقاء سيقارب عددا من المواضيع تتعلق بالحكامة الرقمية وتوفير الخدمات، بما فيها التي تتعلق بالرعاية الصحية والتعليم، فضلا عن مواضيع تتعلق بمجالات الاحتواء الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال وتدبير الموارد والإبداع والاستدامة وإشكالية الأمن. وأضافت أن هذا المؤتمر ينظم في ظل الإصلاحات الكبرى التي يعرفها المغرب في مجالات عديدة، بإنشاء مدن حديثة واستعمال الطاقة النظيفة والأمن المائي والتنمية الفلاحية ووسائل النقل، مشيرة أن مفهوم المدن الذكية، يعتبر وسيلة لتهيئة مدن الغد من أجل رفع تحدي المعاصرة والمنافسة، مبرزة أن هذا اللقاء سيشهد مشاركة عدد من الخبراء وشخصيات عالمية وعددا من المهتمين من دول أوروبية ودول الأمريكيتين، وبلدان عربية، وهو يروم إلى تدارس مقترحات ابتكارية وناجعة تلائم خصوصيات العيش الحضري، من جهة وتأخذ بعين الاعتبار البعد الجيوسياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يميز منطقة شمال إفريقيا من جهة أخرى.