وفي إطار ردود الفعل الإيجابية التي خلفها خطاب العرش لهذه السنة، أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، أن الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، الخميس إلى الأمة، بمناسبة عيد العرش المجيد، هو "خطاب الواقعية والإقدام" وأن الكلمة الفاصلة في هذا الخطاب تتمثل في "خدمة المواطن المغربي أينما وجد". وأوضح بنعبد الله في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي لم يركز فقط على الإيجابيات والمكتسبات والتقدم الكبير الذي يعرفه المغرب في شتى المجالات، بل أيضا على الإكراهات والسلبيات الموجودة، لاسيما على مستوى توزيع الثروة والوضع الذي تعيشه عدد من المناطق. وأبرز بنعبد الله أن الخطاب الملكي تطرق لأوضاع عدد من الفئات التي تعيش ظروف الهشاشة والإقصاء والفقر، مع الحرص على تخصيص برنامج لإخراج هذه الفئات والمناطق من وضعيتها، بقدر مالي يصل إلى 50 مليار درهما. وأضاف أن الخطاب الملكي السامي يؤسس لنموذج تنموي يمزج بين التنمية الاقتصادية وبين التوزيع العادل للثروات إلى جانب السعي الحثيث إلى إرساء دعائم العدالة الاجتماعية وتوفير الكرامة للمواطنين. وفي نفس الاتجاه، يضيف بنعبد الله، اهتم الخطاب الملكي بأوضاع الجالية المغربية المقيمة في الخارج، التي تمثل عشر ساكنة المغرب، وذلك خدمة لكرامة هذه الجالية. وأشار المسؤول الحزبي إلى أن الإشكالية الأساسية الكبرى المطروحة، والمتمثلة في التعليم، حظيت هي الأخرى باهتمام بالغ، بهدف وضع المدرسة العمومية في قلب المشروع التنموي المغربي، لتكون مدرسة عمومية توفر المعرفة وتحافظ على كنه الشخصية المغربية وفي نفس الآن منفتحة على العالم والعلم. واعتبر بنعبد الله أن الخطاب الملكي يؤشر على نظرة ثاقبة وواضحة تؤكد مرة أخرى النموذج التنموي الذي يؤمن به صاحب الجلالة وهو النموذج الذي يقوم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كما أشار إلى أن الخطاب تطرق أيضا إلى قضية الوحدة الوطنية "بالصرامة المعهودة لدى جلالته"، علاوة على التأكيد على الارتقاء بالعلاقات الأساسية للمغرب مع شركائه في الخارج وأهمية الحفاظ عليها واستثمارها