استقطب 12.8 مليار درهم من الاستثمارات المالية الإماراتية خلال 2015 أصبح المغرب، في السنوات الأخيرة، وجهة مفضلة للرأسمال الإماراتي على حساب وجهات أخرى كانت تعتبر إلى وقت قريب من الأسواق التقليدية المستقبلة لرؤوس الأموال الإماراتية. وكشف مركز بريطاني مختص في رصد حركة الاستثمارات الأجنبية، أن المغرب أصبح ثالث وجهة عالمية للاستثمارات المالية التي تقوم بها الإمارات، خلف كل من مصر وبريطانيا، مضيفا بأن الاستثمارات المالية الإماراتية قد ارتفعت إلى 20 مليار دولار خلال سنة 2014، ما جعلها البلد الخليجي الأول على صعيد الاستثمارات المالية في الخارج. وقال المركز، التابع لمجلة الفاينشل تايمز البريطانية، إنه عكس التوجه الذي ساد لدى دول الخليج خلال السنة الماضية والمطبوع بتراجع استثماراتها في الخارج، فإن الإمارات العربية المتحدة حافظت على الرفع من استثماراتها المالية، ما جعل المغرب لوحده يستقبل ما مجموعه 12.8 مليار درهم من الاستثمارات المالية الإماراتية خلال السنة الماضية، بينما ذهبت أكبر حصة لمصر التي حازت على 37.9 مليار درهم من رؤوس الأموال الإماراتية والموجهة إلى حوالي 12 مشروعا، وجاءت بريطانيا في المرتبة الثانية باستقطابها ل 35.3 مليار درهم خلال السنة الفارطة. وتظهر معطيات المركز البريطاني أن المغرب يواجه منافسة قوية على جذب رؤوس الأموال الخليجية، فبالإضافة إلى القوى الاقتصادية الكبرى التي تعتبر أقطابا في جذب الاستثمارات الأجنبية، هناك مصر التي وصفها المركز بكونها البلد الأكثر استفادة من الاستثمارات الأجنبية القادمة من دول مجلس التعاون الخليجي، ما يفتح مجالا جديدة للمنافسة بين المغرب ومصر على استقطاب الاستثمارات الخليجية. ويبدو أن الفرصة قد أصبحت سانحة بالنسبة للمغرب للرفع من حصته في مجموع الاستثمارات الخليجية، ذلك أن المركز البريطاني قد أكد أن دول الخليج قد زادت من استثماراتها بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية. وتوقع المركز الاقتصادي أن يتواصل هذا الارتفاع خلال القادم من سنوات وبأن يتجه إلى الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط على حساب الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية التي بلغت مرحلة النضج، ما يشكل خبرا جيدا بالنسبة للمغرب الذي تربطه مع دول الخليج علاقات جيدة. ونبهت الدراسة إلى المنافسة على الاستثمارات الخليجية ستكون على أشدها، "لأن الاستثمارات العالمية باتت تراجع باستثناء منطقة الخليج المستمرة في الرفع من استثماراتها الخارجية". ويتوقع اتحاد الغرف الخليجية ارتفاع الاستثمارات بالمغرب من 5 مليارات دولار إلى 120 مليار دولار على مدى العشر أعوام القادمة، حيث ستنصب على قطاعات السياحة والعقار والصناعة. ويرى الإعلامي المتخصص في قطاع السياحة، أداما سيلا، في مقابلة صحفية أن الاستثمارات في قطاع السياحة والعقار لم تعد تستحوذ على اهتمامات المستثمرين الخليجيين بالمغرب، حيث سعوا في الأعوام الأخيرة إلى التوجه إلى قطاعات أخرى، مثل الخدمات والطاقة والقطاعات المالية. ويلاحظ أداما سيلا أن المستثمرين الخليجيين كانوا في السابق يعلنون عن العديد من الاستثمارات في المغرب، دون أن ترى النور. هذا ما تجلى بعد الأزمة الاقتصادية، التي شهدت تأخر إنجاز العديد من المشاريع، بل إن مجموعتي "إعمار" و"القدرة" الإماراتيتين انسحبتا من مشاريع سياحية مهمة، مما دفع المغرب إلى البحث عن مستثمرين آخرين من أجل خلافة هذه الشركات.