يشارك الفنان عبدالحق الزروالي، في سلسلة «سعدي ببناتي» التي تعرضها حاليا التلفزة المغربية. وبهذه المناسبة خص بيان اليوم بالحديث عن هذه المشاركة، وعن أهم ملاحظاته بخصوص الأعمال الدرامية المغربية التي تعرض خلال هذا الشهر الكريم. * نود أن تقربنا من العمل الدرامي الذي تشارك فيه، خلال هذا الشهر الكريم؟ - أشارك في سلسلة بعنوان «سعدي ببناتي»، وهي تعكس تناقضات المجتمع بأسلوب ساخر ومرح، ويستند هذا العمل على فكرة أن الشيء إذا زاد عن حده، ينقلب إلى ضده، وهو ما تترتب عنه متاعب ومشاكل، بشكل يثير الضحك، لكنها مشاكل ذات عمق. ألعب في هذه السلسلة دور متقاعد، يقع غالبا في اصطدامات مع صديقه المحال على المعاش هو الآخر. وجهات نظرنا مختلفة، وهناك تباين في الآراء بيننا، رغم أننا ننتمي إلى الجيل نفسه، ومن هنا تبرز نقاط مصدر الفرجة. السلسلة الفكاهية، تختلف عن الفيلم أو العمل المسرحي، لأن ما يهم في السلسلة هو الشكل والبحث عن وسائل للإقناع. أنا ضد التهريج في رمضان، لقد أصبحت لدى المشاهد نظرة سلبية عن الإنتاج الذي يقدم خلال هذه الفترة. بالنسبة إلي، قبل الموافقة على المشاركة في سلسلة «سعدي ببناتي»، اطلعت على السيناريو، وتعرفت على الطاقم التقني وكذلك الممثلين، ورأيت إمكانية التعاون بيننا، لأن هذه السلسلة تتوفر على الحد الممكن من الإقناع والجودة. * ماهي أهم ملاحظاتك على الإنتاج الدرامي الذي يعرض في رمضان؟ - هناك تصور جاهز لمفهوم الفرجة الرمضانية، سواء من خلال اختيار النصوص أو الطاقم البشري، هذا التصور قائم على جوانب تقنية غير مقبولة: إيقاع سريع، افتعال الحركات، صخب..وكل هذا يقدم خلال ساعة الفطور، مع أنه في التجارب الماضية، كان يتم اتباع منهج صائب، يتمثل في تقديم عروض الطرب الأندلسي، ثم مسلسل ديني، تتخللهما اسكيتشات، لفنانين من مدن مختلفة، إن الأمر شبيه بالتنويع في أطباق الأكل، وهذا أسلوب تقليدي، لكنه مقبول وممتع. حاليا غزت التلفزة المغربية عقلية الإشهار، التي تمول الإنتاج الدرامي، إلى حد أن هذا الإنتاج، أصبح شبيها بطريقة تصوير المادة الإشهارية نفسها، وهو ما يترتب عنه ملل. ربما قد يبدو ذوقي متجاوزا، لكن ينبغي التفكير قبل إقرار منتوج، يخاطب أذواق مختلفة. علينا أن نبتكر عوض أن نقلد تجارب أجنبية، حيث نكتفي بتغيير الأسماء، لننسب تلك التجارب لنا. نحن بحاجة إلى أن نبدع. * ماهي القضايا التي تتمنى أن تعالجها الدراما المغربية، لكنها ما زالت غائبة؟ - مساحة الفرجة لا حدود لها، تراثنا غني بأدب النكتة، في مدننا وأسواقنا وتقاليدنا، لدينا كنوز الفرجة، لكن نظرتنا تظل ضيقة. يمكن أن نلتفت إلى واقعنا المعاصر، ونتأمل المواطن في فضاءات مختلفة، في المقهى أو في الحانوت أو في الساحات العمومية، وسنلمس أن هناك نقاشات ومواقف ساخرة، قابلة لأن تشخص في أعمال درامية، كنت دائما أتمنى لو يتم تصويرها،لأنها بسيطة وعميقة.على خلاف أغلب الإنتاج الدرامي الذي دأبت على تقديمه التلفزة المغربية، خلال رمضان، حيث يتم اجترار مواضيع، لا تأخذ وقتها الكافي، على المستوى الفني. * ألا تخشى أن يسرقك الإنتاج الدرامي التلفزيوني، من الممارسة المسرحية، علما بأنك من بين الأسماء البارزة في مجال المسرح الفردي بالخصوص. - لا، كل سنة أنجز عملا مسرحيا، إلى حد أنني حققت رقما قياسيا، وأنا أعني هنا المسرح الفردي، وليس التنشيط أو الوان مان شو، لأن هناك خلطا بين من يقدم نكتا، وبين من يقدم عرضا مسرحيا قائما على الممثل الواحد. راكمت لحد اليوم أربعين عملا مسرحيا. وبالتالي، لا أرى تعارضا بين مشاركتي في عمل درامي تلفزيوني، وبين ممارستي للمسرح، بل هناك تكامل بينهما. أنا أعتبر التلفزة عنصر إنعاش لتجربتي، لأن التلفزة تخاطب جمهورا واسعا، ليس من عادته الذهاب إلى المسرح.