وجدة والسعيدية تحتضنان النسخة الأولى للمهرجان الدولي لفن الرمال نظمت جمعية فن الشرق للتنمية بوجدة، المهرجان الدولي لفن الرمال في نسخته الأولى، تحت شعار «المنشآت والتجليات الفنية في الفن المغربي المعاصر»، بمشاركة فنانين مرموقين من روسيا وفرنسا والبرتغال والعراق والمغرب، هذا بالإضافة لمشاركات فاعلة لفنانين آخرين ينتمون لمختلف مدن الجهة الشرقية ومن الصحراء المغربية، حيث تخللت هذه التظاهرة الفنية الدولية الأولى من نوعها بوجدة والجهة فقرات فنية ومحترفات في فن النحت على الرمال، ولقاءت فكرية وأمسيات موسيقية وخرجات سياحية... ويرجع اختيار تيمة الرمال كمادة فنية، حسب المنظمين، بحكم تواجد المنطقة الشرقية ذات البعد الإفريقي والمغاربي والعربي وملتقى الحضارات والثقافات، ما بين مجالين جغرافيين، رمال الشواطئ والخلجان ورمال الواحات والقصور، وهذا التموقع الجغرافي للمنطقة الشرقية، شكل على الدوام، نقط جذب لدى الفنانين التشكيلين والنحاتين والمبدعين والمثقفين عموما، وعنصر اهتمام واشتغال وتفكير، وهو المشروع الفني الراقي الذي اشتغل عليه أطر ومنخرطو جمعية فن الشرق للتنمية بوجدة طيلة سنتين من العمل الدؤوب والتحضير المضني، والاشتغال الفكري والفني المستمر على لبنات هذا المشروع الثقافي الهام «المهرجان»، المنظم ما بين 20 و25 ماي المنصرم بوجدة والسعيدية، والذي عرف تجارب ميدانية مسبقة بشواطئ السعيدية، رأس الماء، الناظور وخليج أطاليون، وكذا واحة فكيك وسهوب عين بني مطهر وتكافيت وغيرها، و ذلك تحضيرا لهذا الحدث الدولي غير المسبوق بالجهة، واستعدادا للمعارض الفنية المقامة في الهواء الطلق وداخل رواقات العرض الفنية، وهي بالأساس تجارب أولية للمهرجان، حتى اختمرت بالتالي الفكرة وترجمت على أرض الواقع. وشهدت فقرات المهرجان فضاءات مختلفة منها رواق الفنون المعاصرة مولاي الحسن، قاعة العرض الفني بمسرح محمد السادس وفضاء قاعة الجهة الشرقية التي احتضنت الندوة المركزية تحت شعار «المنشآت والتجليات الفنية في الفن المغربي المعاصر»، والتي قدمها الفنان والباحث المغربي أحمد الفاسي، وهي المحاضرة التي عرفت حضور عدد كبير من الفنانين والمهتمين والعارفين بفن النحت والأعمال اليدوية الخاصة بالرمل.. شملت فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي لفن الرمال بوجدة والسعيدية، بالمناسبة عروضا في الهواء الطلق بشاطئ السعيدية (الجوهرة الزرقاء)، من خلال فنون النحت على الرمال، وورشات الأعمال اليدوية، وورشات النحث والرسم والخط العربي على الرمال، وخصت بالتحديد فنانين شباب يكتشفون لأول مرة هذا الفن والإبداع المنبثق من الطبيعة، أولا للاحتفاء بفنون الرمال، وثانيا حفاظا على المحيط الطبيعي والإيكولوجي والبحري، وكذا اكتشاف محترفات أخرى على أرضيات وفضاءات أكثر رحابة بالأروقة والمسارح المنتشرة بمدينة الألفية والجهة ... واختتمت هذه التظاهرة الفنية الراقية بأمسية «التجليات الفنية»، وذلك من خلال إبداعات الفنانة الروسية مارينا سوسنينا MARINA Sosnina التي لعبت وأبدعت بالرمال على الزجاج بخفة فنية عن طريق اليدين منقولة على شاشة كبرى تبثت على ركح مسرح محمد السادس وصاحبها في ذلك، الفنان المتألق عمر الزروقي رئيس فرقة «كورال لاسيكادا» من وجدة، بالإضافة لإبداعات الفنان الفرنسي «ميشيل راجي Michel Raji» الذي قدم رقصة الدراويش الصوفية باتقان، والفنان الروسي «ميخائيل سادوفنيكوف MikhailSadovnikov الذي أبدع بالطين المبلل على شاكلة حرفيي الخزف المغربي، وانطلقت فكرة هذا الإبداع المنقول عبر شاشة كبرى، وذلك على نغمات صحراوية من أعماق إفريقيا، مروراً بأهازيج أقاليمنا الصحراوية العزيزة، ووصولا إلى مآثر وجدة العريقة، وذلك في أجواء مشحونة امتزجت فيها الخفة الفنية بالطين المبلل والموسيقى المغربية مختلفة الأنواع والأنماط. يذكر أن المهرجان الدولي لفن الرمال بوجدة والسعيدية حاول جادا مقاربة البعد الإفريقي والعربي والمتوسطي على إيقاعات اختزلت لغة واحدة هي الفن عموما.