سعيا لاحتواء بوادر أزمة بدأت تتشكل ملامحها بين المغرب وجارته، إسبانيا، في الحدود «الوهمية» الفاصلة بين مدينة مليلية المحتلة والناظور، أعلنت مدريد عن زيارة وزير الداخلية ألفريدو روبالباكا إلى البرباط للاجتماع مع نظيره المغربي، الطيب الشرقاوي، في 23 غشت الجاري. ومن المتوقع أن يحمل وزير الداخلية في حقيبته «الإجابات الدقيقة» و»المعلومات» التي وعد بتقديمها للمغرب رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيت ثباتيرو. ورغم أن البلاغ الصادر عن وزارة الداخلية، لم يشر إلى قضية الاعتداءات المتكررة من طرف الشرطة الإسبانية بمعبر مليلية المحتلة، والتي أججت التوتر بين البلدين، إلا أن تلك الأحداث ستكون محورية في محاولة تجاوز التوتر الدبلوماسي. واستبق وزير الداخلية الإسباني، زيارته إلى المغرب التي سيرافقه فيها بحسب «إلباييس» المدير العام للشرطة والحرس المدني الذي سيصل إلى الرباط يوم الأربعاء، بتصريحات مشجعة، حيث أكد يوم الجمعة أن الحكومة الاسبانية تجمعها «علاقات ممتازة» مع المغرب، وقال إنه «واثق» من أن العلاقات مع المغرب ستعود إلى وضعها «الطبيعي في أقرب الآجال». كما حرص في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام الاسبانية على التشديد على أن عودة العلاقات بين إسبانيا والمغرب إلى «وضعها الطبيعي» يعد «ذا فائدة كبيرة بالنسبة للمصالح الإسبانية»، مضيفا أن الحكومة الإسبانية «تواصل الحوار على مختلف المستويات» مع السلطات المغربية من أجل «توضيح الأحداث التي وقعت خلال الأيام الأخيرة». وفي معرض حديثه عن الانتقادات الموجهة من قبل الحزب الشعبي (معارضة) بخصوص هذه الأحداث، قال وزير الداخلية الإسباني إنه «بالنسبة للعلاقات مع المغرب، فإن وجهات نظر الحزب الشعبي يرثى لها». وتأتي زيارة وزير الداخلية الإسباني، بعد أن تدخل الملك الإسباني خوان كارلوس، بنفسه، لتهدئة الوضع، مع المغرب، حين أجرى يوم الأربعاء الماضي، اتصالا هاتفيا مع جلالة الملك محمد السادس اتفقا خلاله على أنه لا يمكن للأحداث التي وقعت خلال الأسابيع الأخيرة أن تضر، بأي حال من الأحوال، بنوعية العلاقات المغربية الإسبانية. كما اتفق العاهلان على الالتقاء قريبا في لقاء غير رسمي .