في حفل فني كبير بالهراويين بإقليم مديونة الاحتفال بيوم ثامن من مارس قد يكون معيارا من معايير قياس مدى تقدم الوعي بقضية المرأة وبقيم الحرية والحداثة والمساواة. حقيقة ذلك، تجلت بالملموس في حفل فني كبير أقيم، تخليدا للمناسبة ، بقلب بلدية الهراويين – إقليم مديونة، وتم تنظيمه بتنسيق بين الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية وجمعية أجيال المستقبل. حفل كان بالفعل كبيرا ومتميزا بكل المقاييس سواء من حيث التنظيم والحضورأو من حيث الفقرات والمشاركات . وشكل الحفل أيضا حدثا هاما، في هذه المنطقة المعروفة بطابعها الشعبي، أبرز أحقية المرأة، وبالذات المرأة الشعبية وربات البيوت ساكنة إحياء الهراويين، في إبراز شخصيتها ودورها الأساسي على مختلف المستويات . فمنذ البداية، كانت مؤشرات النجاح ظاهر للعيان من خلال توافد أعداد كبيرة على مقر الحفل، ومن خلال استقبال الفعاليات الجمعوية والوفود، ومنها وفد القيادة الوطنية وجهة الدارالبيضاء للحزب والمتكون من الرفيقات والرفاق : عبدالرحيم بنصر، أمينة العلوي، دليلة لوديي، فتيحة برنس، سارة السباعي، وأحمد بوكيوض .. الوفد الحزبي الذي استقبل بحفاوة وبالثمر والحليب كتعبير من المنظمين والمنظمات عن اعتزازهم برفاق من قيادة الحزب، ومنهم رفاق أشرفوا، قبل شهر فقط، على الجمع التأسيسي للفرع المحلي للحزب بالهراويين . فضاء الحفل كان رحبا وفسيحا مما ساعد على استيعاب المئات والعشرات من الحضور والنساء الهراويات والفرق والمجموعات المشاركة . مع بداية فقرات الحفل، وبعد ترتيل آيات من الذكر الحكيم، وقف الجميع إجلالا للنشيد الوطني الذي افتتح به الحفل، لتتوالى بعد ذلك فقراته المتنوعة في ألوانها ومواضيعها، والحاملة لرسائل تتناول مجموعة من الحالات الاجتماعية والثقافية، والمجسدة لنماذج وصور مجتمعية مثيرة. وللحديث عن مغزى تخليد مناسبة عيد المرأة، تناول الكلمة محمد الجلدة، الكاتب الأول للفرع، الذي أكد على أن إقامة هذا الحفل، هو تعبيرعن التقدير الكبيرلجهود النساء اللائي تحملن ويتحملن الكثير من المشاق من أجل إسعاد أسرهن من أمهات وزوجات وأخوات، كما توقف عند بعض القضايا المجتمعية التي تطرح نقاشات جدية، ومنها قضية العنف ضد النساء، وإشكالية الإجهاض، وبعض جوانب مدونة الأسرة، وغير ذلك من المواضيع التي تطرح في سياق تنزيل مقتضيات الدستور المتعلقة باحترام كرامة المرأة وحقها في المساواة . بعد فسح المجال لتتبع الفقرات الفنية، بدأ بنشيد الجمعية، ومشاركة الطلائع – أطفال المغرب، إلى الأمداح النبوية، وأحواش، والسكيتشات والمسرح ... وتخلل الوصلات الفنية تسليم الجرائر التقديرية لجموعة من نساء المنطقة، حيث تم تكريم 40 سيدة من بين الحضور . هذا، وشاركت في هذا الحفل مجموعة من الفرق ضمنها، مجموعة الإنسان، برئاسة أيت باسلام حمودة، أحواش اشمران ( ايمي نتانوت )، أطفال رقصة أحواش، الثنائي حمادة ونورالدين، فرقة أجيال برئاسة محمد بلقايد وحليمة لشكر، مجموعة السماع والأمداح، ومنظمة الطلائع أطفال المغرب.