قتل أربعة جنود وسبعة من المسلحين المعتدين أمس الاثنين في هجوم نسب إلى تنظيم القاعدة في جنوب اليمن فيما سجلت معارك دامية في وسط البلاد بين الحوثيين الشيعة والقبائل السنية. وقال مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس إن «مسلحين ينتمون إلى القاعدة شنوا هجوما على موقع للجيش في بلدة المحفد» الواقعة بين محافظتي ابين وشبوة، وأضاف المصدر «نجحنا في صد الهجوم بمساعدة القبائل، ولكن قتل أربعة جنود». ومن جهته أكد مصدر قبلي أن سبعة من مسلحي القاعدة قتلوا في الهجوم وتضررت العديد من عرباتهم، وبعد صدهم تراجع مسلحو القاعدة إلى منطقة واقعة في شرق المحفد، بحسب المصدر القبلي، وتتكرر الهجمات التي تنسب إلى القاعدة في جنوب اليمن حيث ينشط التنظيم المتطرف. من جانب آخر جرت معارك عنيفة ليلا بين الحوثيين وقبائل سنية في البيضاء في وسط البلاد، ولم يتسن التحقق من حصيلة الضحايا بشكل مستقل لكن مصادر قبلية أشارت إلى سقوط «22 قتيلا في صفوف المقاتلين الحوثيين»، ولم تكشف هذه المصادر عن الخسائر في صفوفها. ويحاول الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء توسيع نفوذهم في وسط البلاد لكنهم يواجهون مقاومة قوية من جانب القبائل السنية. ويسيطر الحوثيون منذ 21 شتنبر على صنعاء، وفي 21 يناير سيطروا على دار الرئاسة وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس اليمني الذي رد بالاستقالة، كما استقالت الحكومة أيضا. إلا أن هادي تمكن بعد شهر من الإفلات من الإقامة الجبرية وانتقل إلى عدن وتراجع عن استقالته وعاد ليمارس مهامه بدعم دولي واسع. وفي نفس الوقت، أعلنت دول الخليج موافقتها على عقد مؤتمر في الرياض للخروج من الأزمة في اليمن الغارق في الفوضى بعد سيطرة الحوثيين على السلطة، حسبما أعلن مصدر رسمي سعودي أمس الاثنين. وستتم الدعوة إلى المؤتمر بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي انتقل إلى عدن (جنوب) بعدما كان الحوثيون فرضوا عليه الإقامة الجبرية في العاصمة صنعاء، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية من دون تحديد موعد. وأوردت الوكالة أن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ستتخذ الإجراءات اللازمة من اجل عقد المؤتمر بناء على طلب الرئيس هادي في رسالة وجهها إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. واقترح هادي في الرسالة التي نشرتها الوكالة السعودية عقد مؤتمر في الرياض يدعى إليه «كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن». وشدد على أن المؤتمر «يجب أن يهدف إلى ... التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب» الذي نفذه الحوثيون في 6 فبراير، وان يشترط أن يعيدوا «الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة» وان تعود «الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية». ويسيطر الجيش اليمني والقوات شبه العسكرية الموالية لهادي على عدن والمحافظات الجنوبية القريبة بينما يتركز نفوذ تنظيم القاعدة أكثر في شرق البلاد. وعلى جبهة ثانية، قال متحدث عسكري لوكالة فرانس برس إن هجوما قام به مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة الاثنين على موقع للجيش في بلدة لحفد بين محافظتي ابين وشبوة، أدى إلى مقتل أربعة جنود. وأفاد مصدر قبلي إن سبعة عناصر من التنظيم قتلوا قبل أن ينسحب الباقون إلى الشرق.