حددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم موعد الخامس والعشرين من شهر مارس الجاري موعدا لعقد الجمع العام التأسيسي لما يسمى ب "العصبة الاحترافية "، واستكمال أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) المحددة من أجل كسب صفة "الاحتراف" بكل ما تتطلبه من قوانين وشروط وبنود لا محيد عنها، بالإضافة إلى تطور أساسي في التعامل والعقليات وهذا هو نقطة التحول بالنسبة لكرة القدم المغربية، والتي لا تنص عليها القوانين والمشاريع، بقدر ما ترتبط أساسا بالسلوك وقيمة التعامل. ومع الإعلان الرسمي عن إخراج هذا المولود المنتظر لحيز الوجود، كثر - كالعادة - اللغط والاتصالات الفردية والجماعية في السر والعلن، واشتد الصراع حول توزيع المناصب، والهدف بطبيعة الحال تحقيق مكاسب شخصية لا تقيم وزنا للمصلحة العامة. في ظل هذا الوضع يطرح الحديث من جديد حول دور المسير الذي تعبر به كرة القدم الوطنية حاليا عالم الاحتراف، في وقت انعدمت فيه الكفاءات وهمشت الأطر وغابت فيه الأفكار والمشاريع الهادفة إلى التطوير، وأصبحت الأندية الوطنية وحتى الجامعات ضحية تسلط أشباه المسيرين الباحثين عن الكسب السريع والشهرة الزائفة، مع ما يرافق ذلك من فوضى وقفز على الاختصاصات وغموض في الصفقات إلى غير ذلك من نماذج صادمة أصبحت عملة سائدة على الساحة الوطنية. فالجموع العامة كإطار قانوني من المفروض أن تحكمه القوانين والأساليب الديمقراطية أكثر من محاسبة التسيير، تحول بفعل الاختراقات إلى مجال ل "المبايعة " من طرف الأهل والأصدقاء في ظل جموع صورية تتشكل أساسا من أفراد بدون مستوى معرفي وتكويني، يكتفون برفع الأيدي للتصويت وتزكية أخطاء الرئيس والدائرة الضيقة المحيطة به، ليبقى المسير حرا طليقا بدون محاسبة ولا مراقبة، والنتيجة تراجع مهول على جميع المستويات. لقد حان الوقت وكرة القدم دخلت مجبرة عالم الاعتراف، أن تطرح بقوة مسؤولية المسير ومن له الحق في تسيير المؤسسات الرياضية، مادامت "الليبرالية" المعمول بها منذ الاستقلال فيما يخص التسيير الرياضي لم تعد صالحة بالمرة، في وقت تراجعت فيه القيم والمبادئ التي كانت تحكم المجتمع من قبل، ليصبح من الضروري تقوية القوانين والمراقبة والمحاسبة والمتابعة، من أجل حماية الممارسة والممارسين، وإبعاد السماسرة والمنتفعين، وفسح المجال لأصحاب التخطيط العلمي والحداثي والتدبير المقاولاتي... فبأي مسير تدخل كرة القدم الوطنية عالم الاحتراف؟.. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته