حل "رونق المغرب" بمدينة الدارالبيضاء، ضيفا على مكتبة فرنسا مؤخرا، لتوقيع ديوان "صدى النسيان" للشاعر خليل الوافي، الصادر عن منشورات "الراصد الوطني للنشر والقراءة"، وافتتحت فعاليات الحفل بكلمة الأستاذ سعيد، مرحبا بالمبدعين والنقاد والمهتمين بالشأن الثقافي من تلاميذ وأساتذة الذين لبوا دعوة "رونق المغرب"، ثم أعطى الكلمة للأستاذة خديجة البصري (مديرة مكتبة فرنسا) رحبت فيها بالحضور النوعي وبأعضاء "رونق المغرب"، مشيرة إلى أن هذا النشاط يأتي في إطار التحفيز على القراءة والمساهمة في ترويج الكتاب المغربي، وفي كلمة باسم "رونق المغرب" أكد الأستاذ رشيد شباري على أن حلول "الراصد الوطني للنشر والقراءة" بالدارالبيضاء يأتي في سياق الاحتفال بالإبداع المغربي في جميع ربوع الوطن من جهة، والاحتفاء بواحد من إصداراته من جهة أخرى، مشيرا إلى المسؤولية التي يتحملها هذا الإطار الفتي في ميداني النشر والتحفيز على القراءة ومساهمته في دعم وترويج الكتاب المغربي. وفي ورقة حول "صدى النسيان" تحدث الأستاذ عبد الحق ميفراني عن الشاعر ومدى انشغاله بالوجع العربي، وما يعرفه هذا الأخير من انهيارات وارتجاجات عبر تيمة الوطن التي تهيمن على معظم قصائد الديوان، مشيرا إلى خصوصية تجربة خليل الوافي الشعرية وفرادة صوته أمام تعدد الأصوات وتكرار تجارب الشعراء الآخرين، بلغته السلسلة وحرصه الكبير على استخدام الجمل القصيرة. وتناول الأستاذ محمد مرزاق في ورقته التي عنونها ب "نوستالجيا التذكر في صدى النسيان" قراءة تفكيكية للعنوان "صدى النسيان" وما يحفل به الديوان من معجم شعري قديم (القوافل، الخيل، العروبة...)، كما وضع مقارنة بين شاعر القبيلة الذي يعبر عن الآلام والآمال، والشاعر الحداثي الذي أصيب بالخيبة في التغيير، مؤكدا على أن الديوان يرصد كبوات وحرقة الواقع العربي المهزوز، من خلال الرموز الموظفة في القصائد والانزياحات المركبة، وجمالية الصور الشعرية الموظفة في الديوان. وقد تحدث الأستاذ أسامة الزكاري في ورقته التي عنونها ب"أنين الذات وأصول الانتماء في عوالم خليل الوافي" عن البعد التاريخي للديوان، مشيرا إلى الرموز التي وظفها الشاعر في ديوانه "صدى النسيان"، الذي يحتاج إلى قراءات متعددة: لسانية وتاريخية وثقافية وسياسية، من أجل فك رموز القصائد المضمنة في الديوان، مؤكدا على أن القصائد تعبر عن الانكسارات العربية بلغة انسيابية ومتن شعري عميق. واختتمت فعاليات الحفل بكلمة الشاعر خليل الوافي، شكر فيها "الراصد الوطني للنشر والقراءة" و"مكتبة فرنسا" على هذا الاحتفاء كما شكر الأساتذة الذين ساهموا في الجلسة التقديمية بقراءاتهم الرصينة ومقالاتهم الحصيفة، وحيى الحضور البهي على تلبية الدعوة، ثم قرأ مختارات من قصائد الديوان على إيقاع ترانيم آلة العود من أداء الفنان يوسف سعيد، الذي تخللت معزوفاته فقرات الحفل. وعلى هامش الحفل عقد "رونق المغرب" اجتماعا تواصليا بين أعضاء المكتب الوطني، ممثلا بالأساتذة: محمد الكلاف (المنسق الوطني)، فاطمة الزهراء المرابط (الكاتب الوطني)، رشيد شباري (نائب الكاتب الوطني)، عبد القادر الدحمني (مدير مرصد النشر والتوزيع)، وأعضائه، من أجل وضع النواة الأولى لتأسيس فرع "الراصد الوطني للنشر والقراءة" بالدارالبيضاء.