انطلقت الأربعاء الماضي فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، وذلك باستحضار روح الفنان الراحل ابن مدينة خريبكة محمد بسطاوي، الذي قدم للسينما والتلفزيون لحظات فرجوية ممتعة. وقال رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة السيد الحبيب الناصري، إن المهرجان أصبح يشكل واجهة سينمائية وثائقية مهمة في خريطة المهرجانات الوثائقية سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وأضاف الناصري، الذي هو رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان، أن الوصول إلى تنظيم الدورة السادسة من المهرجان يشكل محطة للتفكير في بذل مجهودات كبيرة لتحقيق المزيد في مجال الفيلم الوثائقي والانخراط في نشر ثقافة الفيلم الوثائقي كشكل من أشكال تعميق القيم الفكرية والعلمية والفنية والجمالية والإنسانية. وذكر أن الغاية من تنظيم المهرجان تتمثل في تنمية الإنتاج السينمائي الوطني في شقه الوثائقي والمساهمة في نشر الثقافة المهنية الوثائقية والتعريف بالفيلم الوثائقي الوطني والعربي والدولي وتشجيع المخرجين المغاربة على انجاز أفلام وثائقية وتطوير القدرات التقنية والرقمية ، فضلا عن تقاسم تجارب ورؤى وثائقية من أجل خلق كل جسور الحوار والتعايش الديني والثقافي والاجتماعي والإنساني. وكان حفل الافتتاح ، الذي حضره، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي وعامل إقليمخريبكة السيد عبد اللطيف شدالي وشخصيات أخرى، قد تميز باستحضار روح الفنان الراحل محمد بسطاوي وعرض فلاش باك للدورات السابقة وتكريم دولة اسبانيا بصفتها ضيف شرف الدورة السادسة وعدد من الوجوه السينمائية والفنية التي أعطت الشيء الكثير في المجال الثقافي والسينمائي الوثائقي والروائي . يشار إلى أن هذا المهرجان ، الذي تنظمه الجمعية بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط والمركز السينمائي المغربي وقناة الجزيرة الوثائقية ومركز تفسير للدراسات القرآنية بالمملكة العربية السعودية ومركز الجزيرة للتدريب والتطوير ، يهدف إلى تنمية الإنتاج السينمائي الوطني في شقه الوثائقي والمساهمة في نشر الثقافة المهنية الوثائقية والمساهمة في التعريف بالفيلم الوثائقي الوطني والعربي والدولي. كما تروم هذه المبادرة الثقافية، التي تنظم بتعاون مع عمالة إقليمخريبكة والجماعة الحضرية للمدينة، تشجيع المخرجين المغاربة على انجاز أفلام وثائقية وتطوير القدرات التقنية والرقمية من خلال ورشات تكوينية لفائدة المهتمين ، فضلا عن المساهمة في توثيق الذاكرة الوطنية والمحلية والعالمية. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية السنوية، تنظيم سلسلة من الأنشطة تشمل بالأساس عروض المسابقات وأخرى سينمائية تعرض بمؤسسات تربوية وتكوينية وجامعية واجتماعية وسجنية ، وتكريم فعاليات تنتمي إلى عالم الثقافة والفن ، وتنظيم ندوات ولقاءات مفتوحة وورشات مع بعض المهنيين في مجال الفيلم الوثائقي وتوقيع وتقديم إصدارات وأمسيات فنية. من جهة أخرى شهد حفل الافتتاح، تكريم اسبانيا، ضيف شرف الدورة، والتي تعد احد السينمات البارزات في الضفة الجنوبية للمتوسطي، حيث حضي بدرع التكريم الذي منح عامل إقليمخريبكة عبد اللطيف شدالي، عضو المسابقة الرسمية الاعلامي خوصي خورادو، الذي أثنى في كلمة له على المهرجان، وفعاليات الدورة، لما تتضمنه من فقرات وأنشطة خصبة ومتنوعة. كما تم بالمناسبة التي تقام حتى يومه السبت ، تكريم الروائي والباحث السوسيولوجي عثمان اشقرا، صاحب رواية(بولنوار) التي حولها المخرج المغربي حميد الزوغي الى فيلم طويل، وتلقى اشقرا درع التكريم من يد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي. وشهد حفل الافتتاح، الذي عرف أيضا تقديم كلمة قوية لرئيس المهرجان الدكتور الحبيب الناصري، تكريم جمعية تلاسطمان بالشاون، في حق مدير المهرجان الوطني للفيلم قصير هواة، محمد سطار، وتلقى درع التكريم من يد مدير المهرجان الدكتور بوشعيب المسعودي. كما عرف الحفل، الذي تم فيه ايضا تقديم لجان مسابقات المهرجان، فسحة موسيقية تراثية، وعرض لوحات ساحرة وقعت على موسيقاها فرقة عبيدات الرما. حيث كشف قائد الفرقة رضوان العيبد في كلمة بالمناسبة، عن إصدار الفرقة لكليب فيدو، بعنوان"مغاربة ونفتخر"، والذي صور بكل من ايطاليا ورومانيا والمغرب وبمشاركة فنانين عالميين، حيث سيقدم العرض الأول قريبا بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. ويشارك في هذه الدورة، التي يحتضنها المجمع الشريف للفوسفاط، بدعم من المركز السينمائي المغربي، وقناة الجزيرة الوثائقية، ومركز تفسير للدراسات القرآنية بالمملكة العربية السعودية، ومركز الجزيرة للتدريب والتطوير، وبتعاون مع عمالة إقليمخريبكة، والجماعة الحضرية، 16 فيلما من 13 دولة، ستتبارى حول الجائزة الكبرى للجزيرة الوثائقية، وجائزة لجنة التحكيم وجائزة الإخراج وجائزة النقد وجائزتي التصوير والجمهور. ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج لهذه الدورة التي ستعرف كذلك تكريم الإعلامي خالد ادنون والمندوب العام لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية الحسين اندوفي، المنتج السينمائي البرتغالي سيرجيو تريفو، وتضم المخرجة والمنتجة المصرية ماجدة فهيم وهبة رزق، والإعلامي الاسباني خوصي خورادو، ثم المنتجة والإعلامية المغربية أمينة الشفشاوني والمخرج والأكاديمي المغربي أحمد أعراب. كما ستعرف الدورة فقرات متنوعة من أبرزها، ندوة فكرية عن الفيلم الوثائقي والذاكرة التاريخية، و"ماستر كلاس"، حول موضوع "صورة المغرب في السينما الوثائقية الإسبانية الاستعمارية"، فضلا أمسية شعرية، وتوقيع إصدارات وغيرها.