المتضررون يطالبون السلطات بالتدخل لإحاشة هذا الحيوان الخطير الذي يهدد سلامتهم في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة الجفاف بواحتي سكورة و ادلسان وتراجع مخزون بحيرة سد المنصور الذهبي إلى مستوى أقل من 15 بالمائة تكاثرت أعداد الخنازير البرية وذلك نتيجة لاختلال التوازن البيئي بالمنطقة بفعل انقراض حيوان ابن أوى (الثعلب) عدو الخنزير البري الأول، وبفعل تشكل بيئة مناسبة له بالمناطق التي تراجعت فيها مياه بحيرة سد المنصور الذهبي وكثرت بها الأحراش والأعشاب المتداخلة نتيجة لخصوبة التربة والرطوبة النسبية للمحيط المائي هناك، كلها ظروف تنضاف إليها القدرة الكبيرة لدى حيوان الخنزير البري على التكاثر والتوالد والتكيف مع المناخ شبه الصحراوي . وقد أفاد العديد من سكان واحتي سكورة و ادلسان، أن الخنزير البري يشن هجوما مفاجئا على مزروعاتهم وبيوتهم. وأوضح المتضررون أن الحيوان المذكور شهد تكاثرا كبيرا خلال هذه الأيام، الأمر الذي يهدد زراعتهم البسيطة، وبيوتهم ويهدد حياتهم وحياة أبنائهم. وفي غياب أية عمليات لاحاشة هذا الحيوان و قتله من طرف مصالح المياه والغابات بالإقليم، - هذا وإن كان القانون يبيح ملاحقة هذا الحيوان من طرف السكان كلما تأكد وجود أضرار ناجمة عنه، لأن قانون القنص لا يحمي حيوان الخنزير على حساب مصلحة السكان، بل أتاح جميع الإمكانيات للتوفيق بين التدبير العقلاني لهذا الحيوان والمصلحة العامة- تفاقمت مؤخرا حدة الهجومات التي تعرفها العديد من الحقول والضيعات الفلاحية بمختلف مناطق ادلسان و سكورة خصوصا منها تلك المحاذية لبحيرة المنصور الذهبي والتي أصبحت عرضة لأضرار فادحة، ناجمة عن هجوماته، كما أصبحت تشكل خطرا كبيرا على أمن وسلامة سكان هذه المناطق، خاصة من يشتغلون بالمزارع . هجومات هذا الحيوان طالت السكان بعدة دواوير بسكورة يومي 15 و 16 شتنبر الحالي و هددت السلامة الشخصية لأكثر من ستة أشخاص منهم، هذه الوضعية نتج عنها أربع جرحى اثنان منهم تم نقلهم للمستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر بورزازات لتلقي العلاجات، و اثنان أصيبا بجروح خفيفة، بحيث تمكن هذا الحيوان من مهاجمة شخصين بدوار لحسون وإصابة ثالث بدوار اولاد العربية وإسقاط راكب من دراجته بدوار المكوك ومهاجمة امرأتين بدوار الروضة اولاد يعكوب و إصابتهما بالفزع الشديد و لولا تجند عدد من السكان ومطاردة هذا الحيوان الضاري، باستعمال السواطير و الحجارة و إحدى بنادق الصيد المحلية لما تمكنوا من قتله وهو في حالة من الهستيريا لازالت أسبابها مجهولة حتى الآن . الجدير بالذكر أن سكان دواوير اجلموس و افري طالما اشتكت من هجومات هذا الحيوان و حذرت من خطورته على المزروعات و الإنسان على حد سواء، وحذرت من تزايد أعداده بشكل مهول في ظرف وجيز بل منهم اليوم من أصبح يخشى من إرسال أبنائه للمدرسة خصوصا والمدارس بهاته النواحي تتطلب قطع عدة كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل الوصول إليها حتى بالنسبة للتعليم الابتدائي و الأولي . عدد من الفلاحين و شهود العيان الذين حضروا واقعة الهجوم الدامي لهذا الحيوان عبروا في تصريحهم لبيان اليوم، عن تخوفاتهم من تكرار هذا الهجوم وخطورة ذلك على حياتهم و حياة أبنائهم و تزامن ذلك مع بداية الدخول المدرسي، كما طالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل ووضع حد لتزايد أعداد الخنزير البري بالمنطقة، خصوصا و أن أعدادا كثيرة مازالت تتجول بحرية بمختلف البساتين والحقول و هو ما يهدد أمنهم وسلامتهم وأمنهم الغدائي المرتبط بالزراعة، علما أن هذه الحيوانات تنشط على مدار اليوم، وتأتي على الأخضر واليابس بالمنطقة مما يؤزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة.