في خطوة مثيرة، قال جمعويون إن جماعة حد بوموسى تحولت إلى فضاء خصب لإفراز تساؤلات مغايرة لسابقاتها، وبدا واقع الجماعة أكثر من أي وقت مضى، مجالا خصبا لنقاشات جادة عن واقع بئيس تنخره سياسات الإهمال والتهميش. واقع تشير الأيام تلو الأخرى، إنه لا يلد غير سياسة التعتيم والتقصير في تحمل المسؤولية، وأكثر من ذلك وهذا هو الأهم، انه بدأ يفرز تكتلات بشرية الرابط بينها ليس برنامجا سياسيا أو مشروعا جمعويا أو بعدا دينيا، إنما الإحساس بالظلم والغبن من جراء ما تعيشه الجماعة من بؤس تنموي لا يعادله إلا بؤس عقلية من تحمل وزرالمسؤولية. تساؤلات هؤلاء الشباب يقول البعض منهم جاءت بعد الحركة التنموية التي عرفتها الجماعات الترابية الأخرى بالإقليم التي وضعت تحت المجهر جماعة حد بوموسى بعرضها وطولها حيث الكل يقول إنها من أكبر الجماعات بالإقليم من حيث المساحة والكثافة السكانية واقلها من حيث الاستفادة من المشاريع التنموية. جماعة أراد لها من تحملوا المسؤولية أن تبقى مجالا خصبا لتفريخ نسخ انتخابية بعقليات مماثلة، غالبا ما يكون همها اعتلاء كرسي الجماعة حتى لو كان في أبشع صوره حيث لاجدال ولا نقاش بعد صوت كبير القوم الذي يوزع الأدوار في حفلات يتشابه فيها الخاص والعام إلى درجة أن المرء لا يميز فيها بين دورات المجلس الحقيقية وحفلات الولاء التي أصبحت عرفا تقليديا يأتي بعد كل اجتماع. وتداخل هوية الدورات والحفلات بجماعة حد بوموسى ليس قول حق أريد منه باطل، وإنما هو حقيقة غطّها بؤس القلم والكلمة وشرعنتها سلطة المال والفساد إلى درجة أننا نحن الذين تكبدنا وجع الأكل والشرب مثلما نتكبد اليوم حرقة هذه الأسئلة كدنا في لحظة من اللحظات أن نفقد بوصلة التمييز بين الحقيقة والوهم بين الصالح والطالح وبين الرئيس والمرؤوس، لاعتبار بسيط وهو أن بجماعة حد بوموسى كل الكلمات أكلت دلالاتها ومدلولاته، وكل المفاهيم غيرت محتوياتها فالإقصاء والتهميش أصبح لامحالة والتعتيم والتضليل نهج أولي وما بعده قد يكون مجرد رسالة.