تطرح في شهر رمضان، العدبد من الأسئلة من طرف المواطنين، خصوصا فيما يتعلق بتأثير الصيام على الأشخاص المرضى خصوصا والذين يعانون من مشاكل صحية عموما. وفي هذا الإطار، ولتقريب القراء من علاقة الصيام والصحة، قامت بيان اليوم بإجراء مجموعة من الحوارات القصيرة، مع أطباء من مختلف التخصصات، حول المشاكل الصحية أكثر شيوعاً في شهر رمضان وكيفية علاجها والتخفيف منها. للصيام منافع عديدة للجسم، هل يمكنكم تلخصيها للقارئ؟ أكيد هذا، رغم خروج جسم الإنسان عن نظام الوجبات الأساسية، فقد أثبتت العديد من الدراسات التي أنجزت في هذا الباب، على أن للصوم دور كبير في الوقاية من عدة أمراض، إلى جانب تحسين مهمة بعض الأجهزة داخل الجسم البشري للصائم، كتحسين دقات القلب بنسبة 20 في المائة مع تنظيم محكم للدورة الدموية، على أساس إتباع العادات السليمة في تناول الطعام وعدم الإسراف فيه، حيث على الصائم إدراك مسألة مهمة، يجب أن يعرفها، وهي أن فكرة الصيام ليست مسألة فراغ المعدة وإعادة ملئها والله يقول (كلوا واشربوا ولا تسرفوا)، والمفروض بطعام الصائم أن يكون متنوعاً وبسيطا في نفس الوقت ويحوي كافة أصناف المواد الغذائية. فمثلا موضوع تناول وجبة السحور مهمة جدا وضرورية لإدامة فعاليات الجسم لليوم التالي، فكلما تم تأخير السحور الى وقته المفضل، فهذا هو الأفضل ولذلك يتوجب على الصائم خلال السحور الإكثار من النشويات والفواكه والإقلال من الوجبات الدسمة والبروتينات والابتعاد عن المخللات والأغذية المالحة وتناول البقوليات، لأن ذلك يؤخر من امتصاص السكريات وبالتالي يؤخر فترة الإحساس بالجوع. وماذا عن وجبة الإفطار؟ فيما يخص وجبة الفطور، فكما هو متعارف عليه وفق السنة النبوية، أن أجود ما يمكن أن يستهل الصائم به فطوره هو مادة التمر، لأنه مادة غذائية سهلة الهضم وتحتوي على السكريات والأملاح وبعض الفيتامينات، وبذلك تساعد في القضاء على الإحساس بالجوع خلال نهار الصيام، كما ننصح الصائم بأن يفطر على سوائل دافئة ولو بكميات قليلة مع الامتناع عن شرب كميات كبيرة من السوائل الباردة جدا والتي قد تؤدي الى حدوث مشاكل في المعدة والأمعاء ومن المهم ألا يكون الأكل دسماً ويحوي الكثير من المخلالات فهي صعبة الهضم. ماهي الأمراض التي تعفي صاحبها من الصيام ؟ فعلا هناك بعض الأمراض التي تمنع المريض من الصيام، لأنه يمكن أن تشكل خطرا على صحته، ومن أهم هذه الأمراض، قرحة المعدة، التي غالبا ما تكون مضاعفاتها خطيرة خلال الصيام. وقرحة المعدة هي عبارة عن ثقب أو فقدان لمكان ما داخل غشاء المعدة، فبالنسبة للشخص المصاب بقرحة المعدة خلال الأيام العادية، نرى أنه يشعر بآلام في المعدة قبل الغداء وقبل العشاء وغالبا بالليل خلال النوم، فيستيقظ ليبحث عن شيء يأكله، ليهدأ من آلام المعدة. لكن خلال شهر الصيام يفتقد ذلك التوازن، لأن المعدة تكون فارغة، فتكثر الإفرازات الحموضية وتتمركز في مكان معين، فتصيب الغشاء الداخلي للمعدة، وكلما انعدم التوازن كلما زادت نسبة الحموضة، وبالتالي تزيد نسبة تآكل الغشاء الداخلي للمعدة، ويمكن أن يصل الأمر لا قدر الله إلى إحداث ثقب في المعدة، إلى جانب أمراض أخرى تعد مانعة للصيام كالالتهابات القولونية الحادة، لأنه يمكن أن تظهر أعراضا خطيرة كآلام حادة أو نزيف دموي حاد. وهناك أيضا الأورام الخبيثة التي تصيب الجهاز الهضمي، وبالتالي فإن الصيام يشكل خطرا على حياة المصاب، أما الأمراض المهمة الأخرى التي تمنع صاحبها من الصيام هي أمراض الكبد والتي فيها مراحل، ففي حالة تشمع الكبد وخاصة إذا كانت المضاعفات الجانبية على شكل ماء في البطن أو نزيف دموي أوعلى شكل فشل عضوي للكبد، هنا يمنع على المريض الصيام لأن ذلك سيؤثر عليه. ثم أمراض القلب كذلك، وأمراض السكري، تمنع صاحبها من الصيام، لأن الصيام يؤدي إلى مضاعفات عديدة، كأن يجف الجسم من الماء، كما أنه يمكن أن تظهر بعض الاضطرابات خصوصا وأن مريض القلب ملزم بأخذ الأدوية في أوقاتها المنتظمة. وأيضا مرضى السكري يجب ألا يصوموا، لأن الصيام يمكن أن يؤدي في حالات كثيرة إلى هبوط السكر في الدم، وهي أخطر من الارتفاع السكري. ما تأثير الصيام على الأطفال دون سن الرشد؟ يمكن أن نشجع أطفالنا على اجتيازَ تجرِبة الصيام ، لكن إذا كان يتمتَّع بصحة جيدة تؤهِّله للاستمرار في الصيام، مع الإشراف على غذائه، خاصةً وجبةَ السحور، التي يجب أن تحتوي على كميات كافية من السكريات، التي تمد جسمَ الطفل بالطاقة اللازمة لنشاطه خلال النهار؛ حتى لا يشعر بالتعب. لكنَّ هناك أطفالً يعانون أمراضًا، وهؤلاء لا يحقُّ لهم الدخول في تجربة الصيام إطلاقًا لأن تأثير الصيام عليهم سيكون خطيرًا، ومنهم الأطفال الذين يعانون قصورًا في وظائف الكلى، والمصابون بالأنيميا المنجلية، وهؤلاء إذا نقصت السوائل في أجسامهم يدخلون في نوبة من آلام المفاصل، كذلك الأطفال الذين يعانون مرض السكري. * طبيب رئيسي للمركز الصحي بآزمور