حسب «كونتينير ماناجمينت» البريطانية بلغت حركة الحاويات على مستوى ميناء طنجة المتوسط، خلال النصف الأول من العام الجاري (2014)،حوالي 5ر1 مليون حاوية (من قياس 20 قدم) بزيادة تقدر بنحو 24 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2013. وأشار بلاغ لسلطات ميناء طنجة المتوسط إلى أن النشاط المتعلق بالسيارات الجديدة، المواكب لنمو وتيرة الإنتاج بمصنع «رونو» بمنطقة ملوسة القريبة من مدينة طنجة، عرف، خلال النصف الأول من العام الجاري، ارتفاعا ملحوظا، بحيث سجلت المحطة المخصصة لعربات «رونو» رواجا بلغ 94 ألف و500 عربة، منها 79 ألف و500 وحدة تم إنتاجها بمصنع ملوسة، أي بارتفاع وصل إلى 51 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وأبرز البلاغ أن ميناء طنجة المتوسط تم ترتيبه من طرف المجلة البريطانية المختصة «كونتينير ماناجمينت» في الصف 55 عالميا من أصل 120 ميناء دولي استنادا إلى مستوى أهمية حركة الحاويات. وأضاف المصدر أن هذا الإنجاز، الذي تم تحقيقه بفضل الأداء الجيد المسجل خلال سنة 2013، مكن ميناء طنجة المتوسط من التموقع في المرتبة الثالثة على مستوى القارة الإفريقية بعد ميناء بورسعيد (مصر) وميناء دوربان (جنوب إفريقيا)، والسابع على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط، معتبرا أن «المغرب يمكن أن يفتخر بهذا الأداء والإنجاز، الذي يجعل الميناء المغربي في مصاف البنيات التحتية المينائية العالمية». ويؤكد يوسف إمغري، المدير العام لميناء طنجة المتوسط، أن الميناء، الذي يعد إحدى المنشئات المينائية الفاعلة على المستوى الدولي في نقل الحاويات، والذي يقع بأقرب نقطة من أوروبا، قد أصبح محطة استراتيجية في ملتقى الطرق بين أفريقيا وأوروبا وآسيا. وكان نادي موانئ أفريقيا لمنتدى "كران مونتانا" منح في بروكسيل درجة أفضل ميناء في السنة لميناء طنجة المتوسط، فيما حصل ميناء الدارالبيضاء على درجة أحسن ميناء جهوي على المستوى الأفريقي. وأوضح إمغري أن ميناء طنجة المتوسط الذي يقع في ملتقى أهم الطرق البحرية، يستحوذ على 20 في المائة من حجم نقل الحاويات عبر مضيق جبل طارق، مما جعل منه منصة جديدة لوجيستية وصناعية عالمية، مستعرضا الاستراتيجية الوطنية المينائية 2030، الهادفة لتقوية الاقتصاد الوطني وتنافسيته. ويعد منتدى كران مونتانا، الذي أسس في 1986 منظمة دولية سويسرية تعمل على تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل والنهوض بالاستقرار والمساواة والأمن، كما يعمل على نشر أفضل التدابير في هذه المجالات. ويسعى الميناء أيضاً كبنية تحتية متكاملة إلى بلوغ حركة نقل تصل إلى 4 ملايين حاوية في أفق 2020، وجلب استثمارات من القطاع الخاص بقيمة مليار يورو بالإضافة إلى إحداث 145 ألف منصب شغل والمساهمة في إنعاش المنطقة اقتصادياً، وهو ثمرة تعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي، في الإطار نفسه وللأهمية التجارية لميناء طنجة المتوسطي قررت في ابريل الماضي شركة «ميرسك لاين» الرائدة في مجال النقل البحري أن تستبدل الخط البحري T.P7، الذي يربط بين الصين والولايات المتحدة الأميركية عبر قناة بنما، بخط A.O.9 الذي يمر عبر قناة السويس ويتوقف بميناء طنجة المتوسط حتى تتم رفع طاقة النقل. للتذكير فقد افتتحت أول محطة للحاويات في 27 يوليوز 2007 بعد خمس سنوات من الأشغال وبتكلفة تتجاوز 22 مليار درهم، عززها بناء مرفأ للعبارات يخدم 5 ملايين راكب و500 ألف سيارة تدخل سنوياً إلى المغرب، فضلاً عن مرافئ للسلع بمختلف أنواعها، ومرفأين لكل من الغاز المسال والنفط.